لم يعد الموت في غزة يقتصر فقط على رصاص وقنابل وصواريخ قوات الاحتلال، التي تمارس حرب تقتيل وإبادة جماعية منذ نحو العامين. وبات الغزاويون ينازعون الحياة من شدة الجوع ونقص المساعدات الغذائية التي منعت إسرائيل دخولها منذ مطلع مارس الماضي، ليس هذا فحسب، بل باتت تتحكم في طريقة وآلية توزيع الكميات القليلة جداً التي تدخل القطاع المنكوب؛ بهدف اصطياد الضحايا من منتظري المساعدات.وأمام هذا المشهد المأساوي في كل تفاصيله، يبقى السؤال عن متى تُعلن المجاعة في غزة؟

وربما ما يلفت النظر هو أنه رغم إعلان العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية، أن المجاعة تفتك بغزة وأهلها، ورغم الإعلان شبه اليومي عن احتضار العشرات يومياً تحت وطأة الحصار ونقص المواد الغذائية، فإن الأمم المتحدة لا تزال تلتزم «الصمت المطبق» حيال هذه الكارثة الإنسانية.

وإذا كانت لغة الأرقام لا تكذب، فإن هناك حالة انعدام غذائي لنحو 20% من الأسر الفلسطينية، فيما يصيب سوء التغذية الحاد أكثر من 30% من الأطفال دون سن الخامسة، وسط ارتفاع المعدل بسبب الجوع. ولكل هذه الأسباب، فإنه ينبغي الإعلان عن أن غزة باتت منطقة مجاعة، على غرار ما حدث في الصومال 2011، وجنوب السودان في العام 2017.

فهل تفعلها المنظمة الدولية وتوجه لطمة قوية لإسرائيل باعتبارها سلطة الاحتلال المسؤولة عن هذه الكارثة الإنسانية؟

أخبار ذات صلة

 

شاركها.