تضرب المجاعة أطنابها في وسط وجنوب قطاع غزة، إذ أضحى رغيف الخبز نادر الوجود ومطلب الفلسطينيين الذين انقطع عنهم الدقيق، وأصبح المتوفر “رديء الجودة وباهظ الثمن”.
أمهات نازحات في منطقة المواصي بخان يونس جنوب قطاع غزة، تحدثن بمرارة وأسى عن دخول المجاعة إلى خيامهن، حيث اجتمعت مصائب الحرب والنزوح والمطر والجوع.
أم خالد التي غمرت مياه البحر خيمتها على شاطئ خان يونس خلال المنخفض الجوي قبل يومين، تخرج يوميا بعد صلاة الفجر بحثا عن رغيف خبز لأبنائها، وتشترك مع نساء المخيم في إعداد بعض الأرغفة من دقيق ينخره السوس وله رائحة كريهة.
وقالت أم خالد في حديثها لوكالة “سند” للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، إن “رغيف الخبز نادر الحصول عليه والمواد الغذائية الأساسية أصبحت غير موجودة، ومن يملك رغيف الخبز فهو أغنى الأغنياء”.
تلك التفاصيل القاسية، دفعت سيدات فلسطينيات في مخيم للنزوح بمواصي خان يونس، لتجميع ما هو متوفر من الدقيق لخبزه بمبادرة تواجه الخطر الشديد مع غياب الدقيق من الأسواق، حيث يعملن على إنتاج الخبز لنحو 600 عائلة تسكن الخيام.
واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال، إثر إمعان جيش الاحتلال الإسرائيلي في الإبادة الجماعية والتجويع، في وقت تعيش فيه مناطق القطاع كافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.
قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان إن الفلسطينيين في القطاع وصلوا “إلى مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة” في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت العشرات من الأطفال والمسنين.