لم يكن الليل في غابة «غوا موسانغ» يشبه سابقه؛ سكون ثقيل لا يقطعه سوى همس الريح بين الأشجار، قبل أن يتبدّل الهدوء إلى صرخةٍ مدوّية، في لحظةٍ خاطفة، تحوّل موقع العمل إلى ساحة رعب، حين ظهر فيلٌ هائج من ظلام الغابة، متجهاً نحو خيمة العمال كإعصارٍ غاضب. حاول الجميع الهرب، لكنّ المشرف ذي الـ43 عاماً سعيدي جاهري، لم ينجُ من غضب الوحش، لتصبح تلك الليلة الأخيرة في حياته بين أنياب الطبيعة التي لا ترحم.
وقال مدير الشرطة سيك تشون فو، إن العمال حاولوا نقله إلى مكان آمن، إلا أن الفيل الذكر، المشتبه بأنه زعيم القطيع، عاد في وقت لاحق وهاجم الموقع مرة أخرى.
واضطر العمال للفرار وتركوا سعيدي، الذي عُثر عليه لاحقاً ميتاً على طريق الخروج، مصاباً بإصابات تتوافق مع تعرضه للدهس من قبل الفيل.
وأفادت السلطات بأنها أبلغت إدارة الحياة البرية والمتنزهات الوطنية، التي تعمل حالياً على تتبع القطيع واحتوائه لمنع حوادث مماثلة.
وتحدث شقيق الضحية، سليمان جاهري، إلى وسائل الإعلام، مستذكراً آخر لقاء له مع سعيدي خلال احتفال عيد الميلاد، واصفاً إياه بأنه شخص هادئ ومرح. وأضاف أن سعيدي عمل في قطاع قطع الأشجار نحو 30 عاماً، لكنه قضى أسبوعين فقط في موقع الحادث الذي تم فتحه أخيراً للقطع، ولم تسبق له مواجهة حيوانات برية هناك.
أخبار ذات صلة
									 
					