الفوز الكاسح لدونالد ترمب سواء أكان بحساب أصوات المجمع الانتخابي أو الأصوات العامة، وذلك بنسبة ساحقة، لا يمكن تفسيره سوى أنه تفويض شعبي عريض لتنفيذ سياساته التي أعلنها ووعوده التي أطلقها.
وباعتبار أن ما يحصل في أمريكا لا يبقى في أمريكا حصرياً؛ لأنه من الطبيعي جداً أن يؤثر على غيرها من البلدان، وأولها تلك التي تقع في المعسكر الغربي.
النجاح الساحق والانتصار المدوّي سيفتح شهية عدد غير بسيط من الأحزاب الأوروبية لاستنساخ تجربة دونالد ترمب وتكرارها، خصوصاً أنه إذا ما حكمنا على نتائج الانتخابات الأخيرة في بريطانيا والهند واليابان وغيرها سنجد أن الشعوب أدلت بصوتها وبقوة واضحة ضد الأحزاب الحاكمة، مبررة ذلك برغبة جادة في التغيير.
أصداء هذه النتيجة ستكون لصالح أولوية الاقتصاد في صناعة القرار، فجودة الحياة لها تعريف أولي وهو قدرة الناس على الوفاء بالتزاماتها المالية لتأمين لقمة الخبز لأسرهم، وهذا أهم من سياسات الجندرة والهوية التي طغت على المشهد السياسي وحوّلته إلى مسرح ساخر ومقزز.
هناك مشاهد كثيرة جداً مرشحة للتغيير وأن تتأثر نتاج ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً من ضمنها العلاقات مع أعضاء حلف الناتو، مع أوروبا، الحرب الأوكرانية، العلاقات الاقتصادية مع الصين، أسعار الطاقة، التجارة الدولية وأثر التعريفات الحمائية، أزمة المناخ العالمية، وغيرها من الملفات. أول 100 يوم من حقبة دونالد ترمب الثانية ستكون في منتهى الأهمية.