في حادثة مأساوية هزّت هيئة قناة السويس في مصر، توفي الربان مصطفى الميقاتي، كبير مرشدي القناة، إثر سقوطه من سلم إحدى السفن التي كان يقوم بإرشادها أثناء عبورها للمجرى الملاحي، وذلك بمنطقة الغاطس بالقناة، وهي الجزء العميق الذي يسمح بمرور السفن ذات الحمولات الكبيرة.
ووفقًا لبيان صادر عن هيئة قناة السويس، كان الربان الميقاتي، أحد أبرز المرشدين بخبرة طويلة في إدارة حركة السفن عبر القناة، يؤدي واجبه بإرشاد سفينة تجارية عندما وقعت الحادثة، مشيراً إلى أن السقوط المفاجئ من السلم أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وفارق الحياة على الفور، وسط حالة من الصدمة والحزن بين زملائه وأسرته.
ولم يُحدد البيان ما إذا كان السقوط قد أدى إلى غرقه أو تسبب في أزمة قلبية، لكن منشورات على منصة «إكس» أشارت إلى أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى وفاة مفاجئة نتيجة الصدمة أو توقف القلب، وليس بالضرورة الغرق.
يُعتبر دور المرشدين في قناة السويس حيويًّا لضمان سلامة الملاحة؛ إذ يتولون توجيه السفن عبر الممر الضيق الذي يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وهي مهمة تتطلب مهارة عالية ويقظة مستمرة. وتُعد عملية الصعود والنزول من السفن، خصوصاً في ظروف جوية سيئة أو أثناء حركة السفينة، من أخطر المهمات التي يواجهها المرشدون.
أخبار ذات صلة
ونعى الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، الراحل مصطفى الميقاتي، مشيدًا بتفانيه وكفاءته في خدمة القناة، واصفًا إياه بـ«أحد أبطال الملاحة» الذين ساهموا في الحفاظ على مكانة القناة كشريان تجاري عالمي، مؤكداً أن الهيئة ستقدم الدعم الكامل لأسرة الفقيد، مع الإعلان عن تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادثة وتحديد ما إذا كانت هناك ثغرات في إجراءات السلامة.
تأتي هذه المأساة في وقت تواجه فيه قناة السويس تحديات مستمرة، بما في ذلك حوادث جنوح السفن، كما حدث مع سفينة «إيفر غيفن» في 2021، وحادثة تصادم قاطرة في 2023 أودى بحياة أحد أفراد الهيئة.