يدخل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مرحلة مفصلية في تاريخه الكروي، وهو يستعد لخوض الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 أمام منتخبي إندونيسيا والعراق. وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى قائمة اللاعبين التي أعلنها المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، يتعاظم الدور الوطني الملقى على عاتق الإعلام والجماهير معًا، من أجل الوقوف خلف الأخضر في هذه اللحظة الحاسمة.
رينارد قدّم توليفة تجمع بين الخبرة والدماء الجديدة، مزج فيها بين لاعبين حملوا ألوان المنتخب في بطولات كبرى، وأسماء صاعدة تتلمس طريقها نحو العالمية. القائمة حملت رسائل واضحة: الطموح حاضر، والرهان على المستقبل لا يتعارض مع السعي إلى التأهل، بل يتكامل معه.
إن دعم المدرب في خياراته، والالتفاف حول نجوم المنتخب، يمثلان واجبًا وطنيًا، يتجاوز حدود النقد اللحظي والجدل الإعلامي. المطلوب اليوم أن يكون الإعلام الرياضي متزنًا ومسؤولًا، يساند الاختيارات ويمنح اللاعبين الثقة، بدلًا من الانشغال بتأويلات أو مقارنات قد تُربك المشهد في لحظة تحتاج إلى الهدوء والتركيز.
الأخضر لطالما كان عنوانًا لحضور المملكة في أكبر المحافل الكروية، ورمزًا لوحدة مشاعر السعوديين خلف راية واحدة. وما بين أقدام الشباب وخبرة القادة، تكتب حاليًا قصة جديدة، تحتاج من الجميع أن يكونوا شركاء في صناعتها، لا متفرجين على تفاصيلها.
إن رحلة المونديال لا تُقاس بعدد الأهداف فقط، بل بما تعكسه من روح وطنية جامعة. ولذا فإن دعم المنتخب اليوم هو دعم لصورة الوطن في الخارج، وإسناد لجهد سنوات من التخطيط الرياضي. رينارد وجهازه الفني أمام اختبار صعب، لكن النجاح ممكن إذا تكاملت المنظومة: لاعبون يقاتلون، مدرب يخطط، وإعلام وجماهير تمنح الثقة.
في الملحق، لا مكان للتشكيك ولا وقت للتشتيت، فالمعادلة بسيطة: الأخضر أولًا.. والتأهل هدف لا بد أن يتحقق.
أخبار ذات صلة