تداول نشطاء فلسطينيون وعرب على نطاق واسع مقاطع فيديو وصورًا تُظهر آلاف المستوطنين الإسرائيليين وهم يفرّون إلى الملاجئ، عقب الضربات التي شنتها إيران فجر الاثنين على مدينتي تل أبيب وحيفا.

وأسفرت الضربات عن مقتل 8 إسرائيليين على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء سقوط صواريخ إيرانية على وسط إسرائيل، حيث نجح بعضها في اختراق أنظمة الدفاع الجوي وضرب مواقع حساسة في تل أبيب وحيفا.

وقد أثارت هذه المشاهد تفاعلا واسعا واحتفاء كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، ودفعت كثيرين إلى المقارنة بين لحظات القلق التي عاشها الإسرائيليون، وما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا من العدوان المتواصل.

واعتبر مغردون أن ما حدث في تل أبيب لا يُقارن بما تشهده غزة يوميا من قصف عنيف ودمار ونزوح جماعي، في ظل غياب أي ملاجئ أو أماكن آمنة، بينما يواصل السكان صمودهم على أرضهم رغم الحرب الإسرائيلية الشرسة.

وكتب أحد المغردين: “كم أقلقوا منام أهل غزة، وكم فزع الأطفال تحت ركام البيوت التي سقطت ليلا بلا رحمة. واليوم، ها هم يذوقون طعم القلق، يترقبون كل صفارة، كل اهتزاز، كل ثانية قد تحمل نهايتهم إلى الجحيم”.

واعتبر كثيرون أن المشاهد القادمة من تل أبيب “تشرح الصدر”، في ظل ما وصفوه بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ ما يزيد عن عام ونصف، بما في ذلك ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وتهجير مئات الآلاف قسرا.

وكتب ناشط آخر “هذه ليلة تفرح فيها غزة وأطفالها، الذين يشاهدون الصواريخ تسقط بعيدا عن رؤوسهم، ولأول مرة منذ عشرين شهرا، تضرب رأس قاتلهم وخاصرته”.

في سياق متصل، أشار عدد من المعلقين إلى أن توجيه الإسرائيليين إلى الملاجئ جاء بناءً على إنذار بهجوم إيراني وشيك، قبل أن يتضح لاحقا أن طهران تعمّدت إرسال إنذار كاذب في إطار عملية أمنية تهدف إلى تعقّب مصدر اختراق داخل منظومتها الدفاعية.

ورأى مغردون أن هذه الخطوة كشفت ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في ظل عدم توفر ملاجئ كافية أو فعّالة في العديد من المدن، وخاصة تل أبيب، حيث اضطر كثيرون للاختباء في أنفاق المترو ومحطات القطارات، وهو ما يتعارض مع صورة الدولة المتقدمة التي تحرص إسرائيل على تصديرها.

وقال أحد النشطاء “المشكلة في الشعب اليهودي المتورّط داخل علبة السردين المسماة إسرائيل، سيعيش طول عمره في الملاجئ وأنفاق المترو”.

وكتب آخر “لن تذوقوا الأمن أبدا ما دمتم في أرض ليست أرضكم”.

واعتبر البعض أن الضربة الإيرانية اتخذت طابعا نفسيا وإعلاميا أكثر من كونها عملية عسكرية مباشرة، حيث عاش الإسرائيليون نحو 3 ساعات في الملاجئ بانتظار صواريخ لم تصل، وهو ما وصفه ناشطون بـ”الحرب النفسية الناجحة”، مؤكدين أن آثارها المعنوية كانت كفيلة بإرباك الجبهة الداخلية وإضعاف الثقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية.

وعلّق أحد المغردين بالقول “ما أجمل شعور الفرح حين نرى الفوضى والدماء والطوارئ تعمّ بؤرة الشرور في العالم، تل أبيب”.

وتوقّف نشطاء عند المفارقة بين سلوك الفلسطينيين والإسرائيليين عند دوي صفارات الإنذار، مشيرين إلى أن “الإسرائيليين يهرولون إلى الملاجئ، بينما الفلسطينيون يصعدون إلى أسطح المنازل”، في دلالة على عدم امتلاكهم أي خيارات حقيقية للحماية.

شاركها.
Exit mobile version