تسبب خلل تقني في خرائط Google Maps العراق في إخلاء مكاتب الفصائل المسلحة التي اعتبرت الأمر تهديداً أمنياً مباشراً لمقارها، وربطته بالتوتر الأمني المتصاعد وتبادل الرسائل الحادة بين واشنطن وطهران خلال الأيام الماضية.

وكشف مصدر مطلع لـ «عكاظ» أن الفصائل المسلّحة ضمن ما يعرف بـ«محور المقاومة» بدأت تنفيذ إجراءات احترازية جديدة شملت مقارها، وراوحت هذه الإجراءات بين الإخلاء الكامل والتواجد بنسبة 20 أو 30% فقط من المجموع الكلي لعناصرها.

وبحسب المصدر، فإن الإجراءات اقتصرت على العناصر البشرية فقط في حين لم تسجل عمليات نقل أو تفريغ للآليات والمركبات من داخل المقرات، ما يشير إلى أن الخطوة تهدف إلى تقليل الخسائر البشرية في حال وقوع ضربات جوية أو استهداف دقيق أكثر من كونها عملية انسحاب ميداني.

في موازاة ذلك، سجل عدد من العراقيين خلال الأيام الخمسة الأخيرة شكاوى من تعطّل تطبيقات الخرائط على الهواتف الذكية، وهي التطبيقات التي تعتمد عليها شركات النقل والتوصيل في عملها اليومي.

ورجّحت صفحات إلكترونية قريبة من الحكومة ومتخصصة بالشأن التقني أن تكون هناك عمليات «تشويش مقصودة» قد تستمر حتى ما بعد الانتخابات المقرّرة في 11 نوفمبر القادم.

وبرّرت تلك الصفحات الإجراءات بأنها تهدف إلى منع استغلال تطبيقات الخرائط في تتبع مراكز الاقتراع أو الشخصيات السياسية خلال فترة الانتخابات، ووصفتها بأنها «إجراءات سيادية» تندرج ضمن ما سمته «مفهوم الأمن الذكي».

ودافعت الصفحات عن هذه الإجراءات بالقول إنها تعكس نضج الأجهزة الأمنية في إدارة التوازن بين الحرية الرقمية والأمن الوطني، بحسب ما ورد في منشوراتها.

تزامنت هذه التطورات مع زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني إسماعيل قاآني لبغداد، رافقته تحذيرات صدرت عن مسؤولين إيرانيين من «مخطط أمريكي لاحتلال العراق»، وفق ما نقل عن لقاء جمع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي مع رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي، خلال زيارة الأعرجي الأخيرة إلى طهران.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version