قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن مستشفى كمال عدوان الواقع في بيت لاهيا شمال القطاع يتعرض لقصف عنيف وغير مسبوق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي دون سابق إنذار، باستخدام القنابل والمتفجرات ونيران الدبابات.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، في تصريح للجزيرة، إن القصف الإسرائيلي استهدف أقسام المستشفى بشكل مباشر، مما أسفر عن أضرار جسيمة في أقسام الأطفال، والعناية المركزة، والحضانات، وكذلك أسطح المستشفى وساحاته.
وأوضح أن هذا القصف يشمل استهدافا من المدفعية والقناصة وغيرها من جميع أشكال الاستهدافات مضيفا: “هذا العالم الصامت يتحمل مسؤولية ما يحدث في المستشفى من جرائم”.
وأوضح أبو صفية أن نيران الاحتلال اخترقت جدران المستشفى، متسببة بأضرار فادحة، مطالبًا بتوفير الغذاء والدواء للجرحى والطواقم الطبية، وأشار إلى أن الهجوم الأخير كان غير متوقع، إذ وصلت القوات الإسرائيلية بنيرانها مباشرة إلى المستشفى مساء اليوم.
هجوم استثنائي
بدوره، قال مراسل الجزيرة محمد قريقع إن الهجوم على مستشفى كمال عدوان يُعد استثنائيا بكل المقاييس، حيث تطوق الدبابات الإسرائيلية المستشفى بالكامل، في حين تتوالى القذائف من المسيرات والمدفعية الإسرائيلية على أقسامه.
وأضاف أن الأطباء اضطروا إلى التجمع في نقطة واحدة داخل المستشفى خوفا على حياتهم، وسط تطاير الشظايا والقنابل الحارقة والمُتفجرة التي استهدفت كل زاوية من المستشفى.
وأشار قريقع إلى أن المستشفى يعاني من حصار كامل منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع قبل أكثر من 70 يومًا، مع استمرار استهداف محيط المستشفى، حيث سقط عدد من الشهداء والمصابين دون إمكانية الوصول إليهم بسبب كثافة النيران.
وبيّن قريقع أن القوات الإسرائيلية سبق أن انتهكت حرمة المستشفى عندما كان يزوره وفد من منظمة الصحة العالمية، ودمرت معظم معداته الطبية، مما يعكس عدم احترامها لأي خطوط حمراء.
وأشار قريقع إلى ورود معلومات عن اقتراب روبوت إسرائيلي من البوابة الشمالية للمستشفى، وسط مخاوف من تفجيره، مما قد يؤدي إلى تدمير أجزاء كبيرة من المستشفى.
ولفت إلى أن المستشفى فيه أكثر من 80 مريضًا وجريحًا، بالإضافة إلى الطواقم الطبية وعدد من الأطفال في الحضانات الذين يواجهون خطر الموت نتيجة القصف وانعدام الغذاء والدواء.
ويأتي هذا الهجوم في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة شمال غزة منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تهدف –وفق الاحتلال– إلى منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة.