في صورة وصفية قديمة يبدو أن الشاعرة الأردنية نجاح المساعيد استشرفت ألم الغدر وطعن العشير عبر إحدى قصائدها التي تقاطعت بشكل عفوي مع حادثة تعرضها للسرقة من قبل زوجها أخيرا.

اختزلت المساعيد مشاعرها الحزينة وأحاسيسها المتباينة في قصيدة صمتي الفاضح التي تقول أبياتها:

ألا يا جرحي الساكت تزلزل بالحشا وارعد

واروي ضامي جراحٍ عسى وبلك يضمدها

ألا يادمعة غصت تهادت جمرة عالخد

يابحر من الدمع خضب عيوني من روافدها

وبما يشبه التنبؤ، ظهرت المساعيد في مقطع فيديو أخيرا، وهي منهارة باكية إثر تعرضها لسرقة 5 ملايين درهم إماراتي من قبل زوجها بشكل يترجم الوجع المختزل في الأبيات السابقة إلى واقع حقيقي جسّد الغدر في أبشع صوره.

شاعرة وإعلامية

ولدت نجاح بنت حسين بن محمد المساعيد في محافظة المفرق بالأردن في 16 أكتوبر 1977، ودرست في جامعة مؤتة وبدأت مسيرتها في الشعر عام 1996 عبر التلفزيون الأردني، ثم انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة.

عاشت المساعيد حياتها في بيئة بدوية بالمنطقة الشمالية الشرقية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي تنحدر من عائلة الملحم من المساعيد بالأردن، تربت في كنف والدها، درست الابتدائية في منطقة أم الجمال والثانوية بالثانوية الأولى في محافظة المفرق، وحصلت على البكالوريوس من جامعة مؤتة تخصص قسم علم الاجتماع، وكانت أول فتاة من عائلتها تتعلم بالجامعة.

بدأت في نظم الشعر منذ المرحلتين الإعدادية والثانوية، وكان أول ظهور إعلامي من خلال احتفال التلفزيون الأردني بمناسبة عيد ميلاد الملك الراحل الحسين بن طلال في 14 نوفمبر 1996، وكان أول ظهور صحفي ككاتبة من خلال مجلة ليلة خميس بالسعودية.

والدها كان الداعم الأول لمسيرتها الشعرية، وبداية مشاركاتها في الأمسيات كانت خلال المناسبات الوطنية.

التقت المساعيد برئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان، ولمست خلال اللقاء رغبته بوجود برنامج شعري على قناة أبوظبي، وهو ما قامت به لاحقا، وقدمت برنامج دانات وحصلت على الجنسية الإماراتية عام 2005 كجواز سفر وخلاصة قيد، وفي 2014 عينت عضوة شرف في مجموعة «شاعرات وطن» وأسست شركة مقاولات خاصة بها.

الزواج من القذافي

التقت نجاح المساعيد برجل الأعمال الليبي وليد السيد القذافي خلال إحدى الفعاليات الإعلامية في أوائل عام 2005، وكان اللقاء بداية لقصة حبٍ نادرة؛ سرعان ما تطورت العلاقة بينهما، وأعلن الثنائي زواجهما رسميا في 2006 وسط أجواء احتفالية جمعت بين شخصيات سياسية وثقافية بارزة من العالم العربي.

عقدت نجاح قرانها في الأردن بتاريخ 22 يوليو 2006 واحتفلت بزواجها في مدينة سرت من وليد ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وأنجبت منه ولدين «جاسر» و«سلوان» وابتعدت عن الشعر والإعلام لتتفرغ لحياتها الأسرية لكنها انفصلت عنه لاحقا.

أسباب الانفصال

رغم أن نجاح المساعيد التزمت الصمت الكامل تجاه أسباب طلاقها من وليد القذافي، إلا أن العديد من التقارير الصحفية والإعلامية تحدثت عن خلافات حادة نشبت بين الطرفين، تتعلق باختلاف الطباع، وطبيعة الحياة الاجتماعية لكل منهما، والتباين في نمط التفكير بين شاعرة مثقفة منفتحة، ورجل أعمال ينتمي إلى بيئة محافظة ومتشابكة سياسيا.

ورغم أن العلاقة بدأت قوية، إلا أن ضغوط الحياة بين الشهرة والالتزامات الأسرية جعلت التوتر يتسلل إلى العلاقة شيئا فشيئا.

وبحسب بعض التقارير، فقد حاول الطرفان مرارا تجاوز الخلافات حرصا على طفليهما، لكن تلك المحاولات لم تثمر عن حلٍ دائم، لينتهي الزواج رسميا بعد عدة سنوات من الارتباط.

الارتباط بضابط

وفي 23 أكتوبر 2019، أعلنت نجاح المساعيد زفافها إلى الضابط الأردني السابق عامر ركاد السردي الذي تكبره بنحو 14 عاما وفقا لما ذكرته في تصريحات سابقة، بشكل أثار الجدل لأسباب عدة أهمها فارق السن بين الطرفين، كما أن طبيعة الاحتفال والزخم الإعلامي الذي رافق الإعلان عنه، جعل من الزواج حدثا متداولا على نطاق واسع.

واستمر ظهور الشائعات حول علاقتهما بعد ذلك، لتصبح القصة مادة يومية في الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي.

وفي مارس 2023 تداولت وسائل إعلام أردنية أنباء تفيد بأن السردي متهم باعتداء على فتاة أوكرانية في إحدى مديريات الأمن في عمان،

إلا أن زوجته المساعيد نفت ما نُشر تماما ودعمته كليا وقطعت بعدم صحة الأخبار التي أشارت إلى انفصالها عنه، مؤكدة بأن تلك الأخبار «شائعات لا تمت للحقيقة بصلة».

وبما يشبه النفي والتكذيب، نشرت المساعيد منشورا في إكس تفند مزاعم انفصالهما، جاء فيه: «ما شاء الله في مثل هذا اليوم زفك الفرح لي زوجا وزفتني الدنيا إليك عروسا، عرفت حينها أني سأحبك ليس لما أنت عليه وإنما لما أكون عليه وأنا معك، والآن أيقنت أنك جعلت يسار صدري لك وطنا، أسأل الله أن يحفظك لي زوجا وأن أبقى بقلبك كما أنا الآن ملكة توجتها على مشاعرك كل عام وأنا حبيبتك».

سرقة وغدر

لم تهنأ المساعيد بنجاح زواجها من السردي، إذ ظهرت في مقطع فيديو منهارة باكية إثر تعرضها لسرقة مبلغ 5 ملايين درهم إماراتي من قبل زوجها الذي تم القبض عليه لاحقا، في حادثة تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت المساعيد خلال المقطع المصور بأن ما آلمها هو غدر أقرب الناس ومن كانت تسانده وتقف جانبه.

قصة عامر السردي تقدم نموذجا واضحا لكيفية تحوّل الشخصيات من حياة هادئة إلى دائرة الضوء الإعلامي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.