قتلى بقصف روسي وكييف وموسكو تشيدان بتفاهمات إسطنبول

أعلن الجيش الأوكراني اليوم السبت مقتل مدنيين في قصف روسي شمال شرقي بالبلاد بعد ساعات من انتهاء محادثات إسطنبول التي شهدت تفاهمات على نقاط تشمل تبادل أسرى، في حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قريبا ضمن المساعي الرامية إلى إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وقال إيهور تكاشنتو رئيس الإدارة العسكرية في مقاطعة سومي إن حافلة ركاب تقل مدنيين تعرضت للقصف، مما أسفر عن مقتل 9 ركاب على الأقل وإصابة 4 آخرين.

وأضاف تكاشنتو -عبر تطبيق تليغرام- أنه تم إرسال فرق طبية إلى موقع القصف في المدينة التي تبعد 50 كيلومترا عن الحدود مع روسيا.

وكانت كييف تحدثت في الآونة الأخيرة عن تصاعد الهجمات الروسية على المقاطعة الحدودية، بما في ذلك محاولات اختراق برية للمنطقة.

وفي أبريل/نيسان الماضي تعرضت سومي لقصف روسي بصواريخ باليستية، مما أسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة عشرات آخرين، وقالت السلطات حينها إن القصف أصاب حافلة ووسائل نقل أخرى.

نتائج إيجابية

ويأتي القصف الجديد على مقاطعة سومي بعد ساعات من اختتام أول محادثات سلام أوكرانية روسية منذ اندلاع الحرب أواخر فبراير/شباط 2022.

ولم تسفر المحادثات عن الهدنة التي كانت تطالب بها أوكرانيا ودول غربية، لكن الجانبين أكدا الاتفاق على صفقة لتبادل ألف أسير من الطرفين، وتبادل الشروط اللازمة للتوصل إلى وقف إطلاق نار بشكل خطي، بالإضافة إلى تفاهم مبدئي على الاجتماع مرة أخرى والتفاوض في جولة جديدة.

وناقش الطرفان إمكانية وقف إطلاق النار وتنظيم لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ووصف الطرفان الروسي والأوكراني نتائج المحادثات بالإيجابية، كما اعتبرتها تركيا خطوة مهمة من أجل تعزيز الثقة بين الجانبين.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه تم الاتفاق على ضرورة تبادل الطرفين خطيا الشروط للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

من جانبه، قال كيريل ديمترييف مبعوث الرئيس الروسي لشؤون الاستثمار في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إن أول حوار مباشر بين روسيا وأوكرانيا أسفر عن نتائج جيدة تتمثل في 3 نقاط هي أكبر عملية لتبادل الأسرى، وخيارات لوقف إطلاق النار قد تؤتي ثمارها، وتفاهم للمواقف واستمرار الحوار.

وفي الجانب الآخر، أشاد مفاوضون أوكرانيون بنتائج المحادثات، وقالوا إن عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي يجب أن يكون الخطوة التالية.

وطالبت أوكرانيا ودول حليفة لها بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما كمقدمة لمفاوضات سلام، في حين دعت موسكو إلى هدنة غير مشروطة.

ترامب وبوتين

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي إنه يعتقد أن الرئيس الروسي سئم من هذه الحرب برمتها.

وأضاف ترامب -تعليقا على محادثات إسطنبول- أن بوتين يتفاوض، مؤكدا أنه سيلتقيه قريبا.

وتابع أن الرئيس الروسي ظن أن السيطرة على أوكرانيا ستستغرق أسبوعا، وأنه كان يريدها بالكامل.

وأشار ترامب إلى الخلافات بينه وبين الرئيس الأوكراني، قائلا إنه أجرى جلسة صعبة معه.

وكرر تصريحات سابقة بأن الرئيس الأوكراني ليست لديه أوراق ليفرض شروطا في المفاوضات، مضيفا أن الأخير “أعظم بائع في العالم وأفضل بكثير مني، فهو يأتي ويغادر بمبلغ 100 مليون دولار في كل مرة”.

وكان ترامب انتقد مؤخرا موقف موسكو، وهدد بالانسحاب من مساعي الوساطة بين طرفي الصراع.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني بعد اتصاله بنظيره الأميركي إن بلاده مستعدة لاتخاذ خطوات سريعة نحو السلام.

وقال زيلينسكي إنه يجب فرض عقوبات صارمة على روسيا إذا رفضت وقف إطلاق النار، كما طالب باستمرار الضغط عليها حتى تكون مستعدة لإنهاء الحرب.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوما على جارتها، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية -في مقدمتها حلف شمال الأطلسي (ناتو)- واحتفاظها بالأراضي التي سيطرت عليها وتشكل أكثر من 20% من مساحة أوكرانيا.