يصادف غداً الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الفنان السعودي عبدالعزيز الحماد (1946–2010م)، أحد رواد الفن التشكيلي والمسرحي والإذاعي في المملكة، وأحد الأسماء التي حملت روح الريادة بثبات ورقي، في زمن البدايات الأولى للحراك الثقافي.
وُلد الحماد في محافظة الزلفي 1946م، وتخرّج في معهد إعداد المعلمين الابتدائي بالرياض 1962م، قبل أن يُكمل دراسته الفنية بمعهد التربية الفنية ويتخرّج فيه 1967م. لم تكن خطواته مترددة، بل مضيئة، حين ابتُعث إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته في الفن التشكيلي، ليعود منها بتجربة بصرية ناضجة انعكست على معارضه ومشاركاته التشكيلية.
لكن الحماد، لم يكن فناناً تشكيلياً فقط، بل كان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً إذاعياً. كانت بداياته المسرحية مبكرة، إذ شارك خلال دراسته مع زملائه، من بينهم محمد الطويان، ثم انتقل إلى الشاشة الصغيرة 1968م، بمسلسل «الوجه الآخر»، الذي كتبه ومثله، وأخرجه سعد الفريح. وفي 1969م، شارك في المسلسل التونسي «عمارة العجائب»، ليُكمل العام التالي بعمل إذاعي ترك بصمة خاصة: «سواليف الناس»، الذي كتبه وأخرجه بنفسه، وصار لاحقاً من العلامات الفارقة في تاريخ الإذاعة السعودية.
كما كان الحماد أول من تولى مسؤولية الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون عند تأسيسها، ليجمع بين الرسم والمسرح والكلمة والصوت في سيرة واحدة تُجسّد الفنان الشامل.
توفي عبدالعزيز الحماد في 17 يونيو 2010م، بعد معاناة مع مرض السرطان، وخلّف وراءه تجربة غنية تستحق التذكّر، واسماً لا يغيب عن ذاكرة من عاشوا بدايات الفن السعودي. وفي ذكراه، نستعيد أثره، ونوقن أن الريادة الحقيقية تُخلَّد بالفعل، لا بالقول.
أخبار ذات صلة