أعلن ملك إسبانيا فيليب السادس عن بدء انتقال تدريجي للمسؤوليات الملكية، إلى ابنته الأميرة ليونور، خلال لحظة عاطفية نادرة جمعت بين دور الملك والأب، وقف فيها الملك الإسباني إلى جانب ابنته أمام جمهور من الشخصيات البارزة في قاعة تياترو كامبوامور بأوفييدو، خلال خلال حفل توزيع جوائز أميرة أستورياس السنوية.
ووفقا لصحيفة «لا فانغارديا» الإسبانية، قال فيليب السادس بصوت يعكس مزيجا من الفخر والحنان: «أشعر أن الوقت قد حان لأبدأ في إفساح المجال لها، بصفتها وريثة للعرش.. أقول ذلك بعاطفة الأب وبمشاعر الملك».
وكانت هذه الكلمات الختامية لخطابه في الحفل الذي حضرته الملكة ليتيزيا وابنتهما الصغرى صوفيا، حيث منحت ليونور، كرئيسة شرف للمؤسسة، الجوائز للفائزين في فئات الاتصالات والعلوم الاجتماعية، وهي المرة الأولى التي تختم فيها الحفل بنفسها بدعوة للدورة القادمة.
ووصف الصحفيون المشهد بأنه «رمزي لانتقال العصر الملكي»، وبدت ليونور واثقة وناضجة في خطابها، الذي ركز على قيم الديمقراطية والتسامح، قائلة: «ربما ينبغي لنا أن نتذكر ما يعنيه معاملة الآخرين بشكل جيد، والخروج من الخنادق، وبناء الثقة معا».
ويأتي هذا الإعلان في سياق جهود الملك فيليب لتعزيز دور ابنته منذ أدائها قسم الولاء للدستور في 2023، إذ بدأت ليونور في السنوات الأخيرة تولي مهمات أكبر، مثل زيارات رسمية إلى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، ومشاركتها في اجتماعات المؤسسة.
وتعد الجوائز، التي تأسست عام 1981 وأعيدت تسميتها عام 2014 تكريما لليونور، من أرفع الجوائز الدولية، وفازت بها سابقا شخصيات مثل ماريو فارغاس يوسا وأني إيرنو، وفي هذا الحفل، منحت ليونور الجائزة في فئة الاتصالات لصحفيين دوليين، ما يعكس دورها المتزايد في تمثيل إسبانيا عالميا.
وأثار الإعلان ردود فعل إيجابية في الأوساط الإسبانية، إذ أشادت «إل بايس» بالملك فيليب، ووصفته بأنه «أب يودع مرحلة قيادته بثقة في الجيل الجديد»، بينما رأت «إل موندو» في ليونور «الوجه الحديث للملكية»، خصوصا بعد تحسين صورة العائلة الملكية بنسبة 15% في الاستطلاعات الأخيرة.
ومع اقتراب ليونور من سن الرشد الكامل، يُتوقع أن تشمل مسؤولياتها الجديدة رئاسة لجان المؤسسة بشكل أكبر، وربما تمثيل إسبانيا في قمم دولية، وقالت الملكة ليتيزيا في تصريح للصحفيين بعد الحفل: «ليونور جاهزة، ونحن فخورون بتطورها».
أخبار ذات صلة
