في كارثة طبيعية هزت أرجاء الولاية الشمالية الأمريكية، اجتاحت فيضانات عارمة قرى نائية في غرب ألاسكا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 2000 شخص وتدمير واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية، في واحدة من أسوأ العواصف التي ضربت المنطقة هذا العام.

وجاءت الفيضانات نتيجة بقايا الإعصار الاستوائي «هالونغ»، الذي ضرب المنطقة بقوة إعصار من الدرجة الثانية، مسببًا ارتفاعًا في مستويات المياه يصل إلى 14.5 قدم في قرية كيبنوك، متجاوزًا الرقم القياسي السابق، وفقًا لقياسات الحكومة الفيدرالية.

إجلاء آلاف السكان

وأسفرت الكارثة عن مقتل شخص واحد على الأقل، وفقدان اثنين آخرين، مع إجلاء آلاف السكان عبر طائرات عسكرية مثل C-17 جلبوماستر، في عمليات إنقاذ وُصفت بأنها من أكبر الإجلاءات الطارئة في تاريخ الولاية.

وأعلن الحاكم مايك دنليفي حالة الطوارئ على المستوى الولائي، وطلب رسميًا من الرئيس دونالد ترمب إعلان «كارثة كبرى» في 16 أكتوبر، لتفعيل موارد فيدرالية إضافية من FEMA، مشيرًا إلى أن الضرر شديد لدرجة أن العديد من النازحين لن يتمكنوا من العودة إلى قراهم لمدة 18 شهرًا على الأقل بسبب الشتاء القارس والجغرافيا النائية.

وكتب دنليفي في الطلب «بسبب الوقت والمسافات والطقس، من غير المحتمل أن يعود الكثيرون إلى مجتمعاتهم هذا الشتاء»، مضيفًا أن الإصلاحات السريعة أولوية، لكن بعض القرى قد لا تكون صالحة للسكن الشتوي في أقسى مناخ أمريكي، ودعم الطلب وفد ألاسكا في الكونغرس، بما في ذلك السناتورين دان ساليفان وليزا موركوسكي، الذين أرسلوا رسالة إلى ترامب يوم الجمعة لتسريع الموافقة، مع إشارة إلى أن الولاية أنفقت أكثر من 300 مليون دولار على 57 كارثة منذ 2018.

ملاجئ مؤقتة

وشهدت عمليات الإنقاذ مشاركة واسعة من الحرس الساحلي الأمريكي والحرس الوطني، الذين أنقذوا مئات من أسطح المنازل المغطاة بالمياه، بينما أقامت الصليب الأحمر ملاجئ مؤقتة في أنكوريج وبتل.

ومع اقتراب الشتاء، يخشى السكان في المناطق المتضررة مثل كيبنوك وكويجيلينجوك من تفاقم الأزمة، حيث دمرت الفيضانات منازل وأسقفتها، وغمرت الشوارع بالحطام، في تذكير مؤلم بتأثير التغير المناخي على المناطق النائية.

وتعد ولاية ألاسكا، التي تعتبر أكبر الولايات الأمريكية من حيث المساحة، من أكثر المناطق عرضة للكوارث الطبيعية بسبب موقعها الجغرافي في المحيط الهادئ والقطب الشمالي، حيث يزداد الإعصار الاستوائي «هالونغ» – الذي تشكل في المحيط الهادئ الغربي – شدة بفعل الاحتباس الحراري، مما يدفع بقاياه شمالًا ليضرب سواحل ألاسكا برياح تصل إلى 100 ميل في الساعة وأمواج عالية.

وتضم المناطق المتضررة، مثل دلتا يوكون-كوسكوكويم، تضم قرى يوكوبية وإنجماويت نائية تعتمد على الصيد والزراعة التقليدية، وتعاني من ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة 2-3 أضعاف المتوسط العالمي بسبب ذوبان الجليد القطبي، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

ومنذ 2018، أعلنت ألاسكا 57 كارثة وطنية، 14 منها حصلت على مساعدات فيدرالية، مع إنفاق يتجاوز 300 مليون دولار، وفقًا لتقارير الحاكم دنليفي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.