في ولاية تكساس ثاني أكبر الولايات المتحدة الأمريكية، تسببت الفيضانات المدمرة التي ضربت المنطقة في مقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا، بينهم 15 طفلًا، بعد أن ارتفع منسوب نهر غوادالوبي نحو 30 قدمًا فوق مستواه الطبيعي، مما أدى إلى تدمير معسكر صيفي للأطفال وتشتيت العائلات.

ووقع الحادث، الذي وصفه المسؤولون بـ«الكارثة الجماعية»، بعد أمطار غزيرة تجاوزت 10 بوصات في ساعات معدودة، مما تسبب في ارتفاع منسوب نهر جوادالوبي بأكثر من 26 قدمًا في أقل من ساعتين، محدثًا دمارًا واسعًا في مقاطعة كير.

وأفاد عمدة مقاطعة كير، لاري ليثا، في مؤتمر صحفي بأن خمسة بالغين وثلاثة أطفال من الضحايا لم يتم التعرف على هويتهم بعد، بينما تستمر جهود البحث والإنقاذ بمساعدة أكثر من 400 فرد و14 مروحية و12 طائرة مسيرة، وقد أُنقذ نحو 850 شخصًا، منهم 167 بواسطة مروحيات، في عمليات وصفت بـ«البطولية»، حيث تم إجلاء العديد من الأشخاص من الأشجار والمناطق المغمورة.

وتعرضت وزارة الأمن الداخلي لانتقادات حادة بسبب تأخر التحذيرات من الفيضانات المفاجئة، حيث لم يتم إبلاغ السكان إلا في الساعة 1:18 ظهرًا يوم 3 يوليو، مع وصف العواصف بأنها معتدلة، بحسب تقارير إعلامية بما في ذلك موقع «Mail online».

ووجهت أصابع الاتهام إلى الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية (NWS)، التي شهدت تخفيضات كبيرة في عدد موظفيها، حيث تم تسريح نحو 600 موظف في الأشهر الأخيرة كجزء من تقليصات في الحكومة الفيدرالية، مما أدى إلى نقص في القوى العاملة بنسبة 20% في نصف مكاتب التنبؤ الجوي بحلول أبريل.

وخلال مؤتمر صحفي عقد يوم السبت، برفقة حاكم تكساس غريغ أبوت، تعرضت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم لانتقادات لاذعة بسبب تأخر التحذيرات.

وألقت نويم باللوم على نظام قديم، مؤكدة أن إدارة ترمب ستعمل على تحديثه لخدمة المواطنين بشكل أفضل.

ولم تشر «نويم» إلى اقتراح إدارة ترمب لتخفيض ميزانيات وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) والهيئة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، وهما الجهتان المسؤولتان عن التعامل مع الكوارث الطبيعية.

وكان خبير الأرصاد الجوية في فلوريدا، جون موراليس، قد حذر قبل شهر من تأثير هذه التخفيضات على قدرة الهيئات على التنبؤ بالعواصف وتتبعها، مشيرًا إلى أن جودة التنبؤات الجوية بدأت تتدهور، وقد يؤدي نقص التمويل إلى تقليص الرحلات الاستطلاعية لطائرات NOAA، مما يعيق تقدير قوة الأعاصير.

وتواصل تكساس جهود الإنقاذ على مدار الساعة، حيث تعهد الحاكم أبوت بمواصلة البحث عن الناجين، مؤكدًا أن الولاية ستبذل كل ما في وسعها، وقد وقّع طلبًا للحصول على مساعدات فيدرالية، وهو ما أكدت «نويم» أن الرئيس سيوافق عليه.

وفي مشاهد مروعة، ظهرت صور لمعسكر صيفي مدمر في منطقة هانت، حيث لقيت ثلاث فتيات حتفهن، وما زال العشرات في عداد المفقودين.

كما توفي أب شاب يُدعى جوليان رايان (27 عامًا) أثناء محاولته إنقاذ عائلته، بعد أن أصيب بجرح خطير أثناء كسر نافذة لإخراج أفراد أسرته إلى مكان آمن.

وتثير المخاوف من احتمال انهيار بحيرة ليندون بي. جونسون بالقرب من أوستن، مع تدفق نهر للانو بسرعة 125,000 قدم مكعب في الثانية.

ومع توقعات بهطول أمطار إضافية تصل إلى 10 بوصات في بعض المناطق، تظل عدة مقاطعات تحت حالة طوارئ الفيضانات.

وفي تطور إيجابي، تم العثور على أربعة أشخاص من معسكر ميستيك، بينهم مستشارة وثلاثة معسكرين، وتم نقلهم إلى بر الأمان.

يذكر أن المنطقة شهدت فيضانات مماثلة في الماضي، أبرزها فيضان نهر جوادالوبي عام 1987، الذي أودى بحياة 10 مراهقين في معسكر كنسي بالقرب من كومفورت، تكساس، وفي ظل توقعات بهطول أمطار إضافية حتى مساء السبت، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من استمرار مخاطر الفيضانات، مما زاد من تعقيد جهود الإنقاذ.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.