ضرب زلزال عنيف بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، اليوم (الأربعاء)، مما تسبب في موجات تسونامي وصل ارتفاعها إلى 5 أمتار في المناطق القريبة، وأدى إلى صدور أوامر إخلاء في مناطق بعيدة مثل هاواي والسواحل الشرقية لليابان.
وقد تسبب الزلزال، الذي كان مركزه على عمق ضحل يبلغ 19.3 كيلومتر، في أضرار مادية للمباني وإصابة عدة أشخاص في منطقة كامتشاتكا النائية.
ففي مدينة بيتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، التي يبلغ عدد سكانها 165,000 نسمة، وصف أحد السكان، ياروسلاف (25 عامًا)، الزلزال قائلاً: استمر الاهتزاز لأكثر من ثلاث دقائق، شعرت وكأن الجدران ستنهار في أي لحظة، فقررت مغادرة المبنى على الفور.
وأظهرت لقطات مصورة من وزارة الصحة المحلية فريقًا طبيًا يجري عملية جراحية وسط اهتزاز المعدات والأرضية بسبب الزلزال.
كما غمرت موجات التسونامي ميناء ومصنعًا لتجهيز الأسماك في بلدة سيفيرو-كوريلسك، وجرفت السفن بعيدًا عن مراسيها، وأظهرت لقطات بطائرة بدون طيار غمر المناطق الساحلية بالكامل، حيث أحاطت المياه بالمباني الشاهقة والمستودعات.
وفي اليابان، التي عانت من زلزال وتسونامي مدمرين عام 2011، أصدرت السلطات أوامر إخلاء لعشرات الآلاف على طول الساحل الشرقي.
وتم إجلاء العاملين في محطة فوكوشيما النووية، التي شهدت كارثة إشعاعية في العام نفسه. وسُجلت ثلاث موجات تسونامي في اليابان، أكبرها بلغ ارتفاعه 1.3 متر.
وأفادت وسائل إعلام يابانية بوفاة امرأة (58 عامًا) بعد سقوط سيارتها من جرف أثناء إخلائها في محافظة ميه.
في هاواي، وصلت موجات التسونامي إلى 1.7 متر، مما دفع السلطات إلى توجيه السكان للجوء إلى الأماكن المرتفعة أو الطوابق العليا في المباني.
وتم إخلاء السفن من الموانئ، واستؤنفت الرحلات الجوية في مطار هونولولو لاحقًا، بينما ظل مطار ماوي مغلقًا مع وجود الركاب في الصالات.
وامتدت التحذيرات من التسونامي إلى دول أخرى مثل تشيلي والإكوادور وجزر سليمان، حيث سُجلت موجات أصغر في كاليفورنيا وكولومبيا البريطانية بكندا.
وفي روسيا، أشار حاكم كامتشاتكا، فلاديمير سولوف، إلى أن هذا الزلزال هو الأقوى في المنطقة منذ عام 1952، مضيفًا أن الوضع تحت السيطرة رغم استمرار الهزات الارتدادية.
تقع كامتشاتكا وأقصى شرق روسيا على «حزام النار» في المحيط الهادئ، وهي منطقة نشطة جيولوجيًا تتعرض بشكل متكرر للزلازل والانفجارات البركانية.
وأوضح العلماء أن شدة الزلزال كانت أقل مما كان متوقعًا بسبب خصائص مركزه.
أخبار ذات صلة