أثارت حسابات عبرية على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة بعد نشرها مقطع فيديو مُنتج بتقنية الذكاء الاصطناعي يُظهر جماعات إسرائيلية متطرفة وهي تقوم بتفجير المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لإقامة ما يُسمى بـ«الهيكل المزعوم»، ليثير لفيديو الذي تم تداوله تحت عنوان «العام القادم في القدس» مخاوف من تصاعد التحريض الإسرائيلي ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ما دفع السلطات الفلسطينية إلى إصدار تحذيرات عاجلة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الفيديو بشدة، واصفة إياه بأنه «تحريض ممنهج» يهدف إلى التصعيد ضد المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى في القدس، مؤكدة أن هذا المخطط، الذي تروج له جماعات استعمارية متطرفة بدعم من اليمين الإسرائيلي الحاكم، يعكس شعور الاحتلال بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية.
وحذرت الخارجية الفلسطينية من أن مثل هذه التحركات تشكل تهديداً مباشراً للوضع التاريخي والديني للمسجد الأقصى، وتزيد من مخاطر إشعال مواجهات واسعة في المنطقة.
ودعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع هذا التحريض، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية وفق القانون الدولي لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استمرار مثل هذه الأعمال التحريضية قد يفاقم التوترات، خصوصاً في ظل السياسات الإسرائيلية الممنهجة التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من القدس واقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر.
أخبار ذات صلة
ويأتي هذا الحدث في سياق تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة، إذ يشهد المسجد الأقصى اقتحامات شبه يومية من قبل مستوطنين متطرفين، مصحوبة بأداء صلوات تلمودية تهدف إلى فرض واقع جديد، كما تتعرض الأحياء الفلسطينية في المدينة المقدسة لسياسات هدم وتهجير مكثفة، ما يزيد من حدة التوترات ويثير مخاوف من محاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
ويعتبر المسجد الأقصى رمزاً دينياً وسياسياً مركزياً للفلسطينيين والمسلمين حول العالم، وقد شهد عبر التاريخ عدة اعتداءات إسرائيلية، بما في ذلك إحراق أجزاء منه عام 1969 واقتحامه من قبل أرئيل شارون عام 2000، وهي أحداث أشعلت ردود فعل قوية في العالم الإسلامي، ويخشى أن يكون هذا الفيديو التحريضي مقدمة لمحاولات أكثر جرأة لتغيير هوية المسجد، خصوصاً مع تزايد نفوذ الجماعات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية.
وأشار مراقبون إلى أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في إنتاج هذا الفيديو يعكس مستوى جديداً من التحريض، إذ يتم استغلال التكنولوجيا لتأجيج التوترات واستفزاز مشاعر المسلمين.