تحوّل أحد شوارع مدينة الحسيمة المغربية إلى مسرح لجريمة صادمة حين أقدم رجل على سكب مادة حارقة على الفنان مصطفى سوليت ثم أشعل النار في جسده أمام مقهى مزدحم، في واقعة وثّقتها عدسات المارة وهزّت المجتمع المغربي بأسره.

ثوانٍ غيّرت كل شيء

في الفيديو المتداول، يظهر سوليت — المعروف بابتسامته الدائمة وصوته الشعبي الدافئ — مذعورًا والنار تلتهم جسده، فيما يسمع صراخ الناس وهم يحاولون إخماد النيران وإنقاذه.

تلك ثوانٍ كانت كافية لتحوّل فناناً محبوباً من رمز للفرح إلى ضحية عنف وحشي غير مفهوم.

حالة حرجة

نُقل سوليت، وهو من ذوي الهمم، إلى مستشفى الحسيمة مصابًا بحروق من الدرجة الثالثة، لكن عدم توفر التجهيزات اللازمة حال دون علاجه محليًا، فتم نقله على وجه السرعة إلى مدينة طنجة، حيث يرقد الآن في قسم الإنعاش في غيبوبة تامة تحت إشراف طاقم طبي متخصّص.

وقال أحد أقاربه لوسائل إعلام مغربية إن حالته «حرجة جدًا»، وإن العائلة تناشد السلطات نقله إلى مركز طبي متقدم لإنقاذ حياته.

العدالة تتحرك

أعلنت النيابة العامة في الحسيمة فتح تحقيق موسّع في الجريمة التي وُصفت بأنها «محاولة تصفية علنية لفنان أعزل»، وأكدت توقيف المشتبه فيه ووضعه رهن الحراسة النظرية لاستجوابه حول الدوافع التي لا تزال غامضة حتى الآن.

غضب وتعاطف

انتشرت صور الفنان على المنصات الاجتماعية مرفقة بوسم «أنقذوا مصطفى سوليت»، وسط موجة غضب وتعاطف من فنانين وحقوقيين اعتبروا ما حدث «وصمة عار في وجه الإنسانية».

وطالب ناشطون الحكومة المغربية بتشديد العقوبات ضد مرتكبي جرائم العنف ضد ذوي الهمم، مؤكدين أن هذه الحادثة «ليست جريمة فردية بل صرخة ضد اللامبالاة».

شمعة لا تنطفئ

عرف مصطفى سوليت بصوته الأمازيغي الأصيل، وأغانيه البسيطة التي تحمل نبض الناس، وكان يرى في الفن «لغة كرامة».

واليوم، بينما يصارع الموت على سرير المستشفى، يبقى صوته عالقًا في ذاكرة المغاربة كرمزٍ للإبداع والإنسانية، التي احترقت ولم تُطفأ بعد.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.