حرصاً من وزارة التعليم على تطوير بيئة العمل التعليمية ورفع كفاءتها التشغيلية، أطلقت الوزارة برنامج «فرص» عبر نظام «فارس» الإلكتروني، ليكون منصة رقمية تتيح للمعلمين والمعلمات التقديم والتنافس داخل الميدان التعليمي على الفرص الوظيفية التعليمية.

يميّز هذا البرنامج أنه يمنح المرونة في سد الاحتياج طوال العام الدراسي دون الارتباط بمواعيد توظيف محددة أو موسمية، ويتيح للكوادر التعليمية فرصاً عادلة ومستمرة للتنقل في المواقع التي تتناسب مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم واحتياجات المدارس الفعلية حيث تعلن لأول مرة مواقع الاحتياج الشاغرة تعزيزاً للشفافية.

البرنامج سيحقق «فرص» استجابة سريعة للاحتياج الميداني في المدارس، سواء عند وجود شواغر مفاجئة أو حالات نقل أو تقاعد، مما يحدّ من الفجوات في توزيع المعلمين والمعلمات بين المناطق والمحافظات. هذه المرونة التشغيلية تنعكس مباشرة على استقرار العملية التعليمية وعدم انقطاعها، خصوصاً في المراحل الحرجة أو المناطق النائية.

وسيسهم البرنامج في تحقيق العدالة الوظيفية بين شاغلي الوظائف التعليمية والمفاضلة بين المؤهلات، والخبرات، والأداء، وغيرها وهذا الأمر يضمن حصول الجميع على فرصته في ظل العدالة المهنية ويعزز الثقة بين أفراد المنظومة التعليمية.

كما يدعم البرنامج جهود الوزارة في تحقيق كفاءة الإنفاق عبر إدارة الموارد البشرية بمرونة وذكاء، وتوظيف الكوادر وفق الاحتياج الفعلي وليس التقديري، وهو ما يتسق مع مستهدفات التحوّل الوطني ورؤية المملكة 2030.

على المدى البعيد، أتوقع بأن برنامج «فرص» سيسهم في رفع جودة التعليم من خلال استقرار الكوادر التعليمية، وتحفيز التميّز المهني، واستقطاب أفضل الكفاءات في الوقت المناسب. كما أنه يعزز مفهوم «التمكين الذاتي» للمعلم والمعلمة في إدارة مسارهم الوظيفي، عبر منصة رقمية شفافة وفاعلة، كما أن نجاح هذا البرنامج سيفتح الباب لتوسيع التجربة على مسارات وظيفية أخرى داخل المنظومة التعليمية، ويجعل من الموارد البشرية التعليمية محوراً رئيسياً في تطوير الأداء الأكاديمي والإداري، بما يخدم الطالب والمدرسة والمجتمع التعليمي بأكمله.

ختاماً:

يُعد برنامج «فرص» نموذجاً مهنياً للتكامل بين التقنية والحوكمة التعليمية، فهو لا يقتصر على كونه منصة توظيف فحسب، بل هو «منظومة تمكينية» تسعى إلى بناء بيئة عمل مستقرة، وميدان تعليمي أكثر مرونة واحترافية. ومع استمرار تطوير البرنامج، سيبقى أثره الإيجابي واضحاً في رفع جودة التعليم واستدامة كفاءته البشرية نحو مستقبل تعليمي أكثر فاعلية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version