من المعروف أن المدرب هيرفي رينارد هو مدرب له سمعته ومكانته في عالم التدريب ولم يسبق أن له تولى تدريب العنصر النسائي إلا مرة واحدة فقط، وهي التي أدت به إلى اتخاذ قرار الاستقالة من
تدريب المنتخب السعودي قبل انتهاء مدة عقده بأعذار واهية غير مقبولة من مدرب محترف، متجاهلاً مرحلة مهمة أخرى تحتاج وجوده مع المنتخب السعودي وما قد يترتب على قراره من خسائر فادحة مادياً وفنياً وإنجازات تضرر منها بالفعل الاتحاد السعودي لكرة القدم والأخضر معاً.
– ما دعاني إلى هذا المقدمة التذكيرية..
ما صرح به مدرب منتخب العراق قبل مواجهته للمنتخب السعودي بالمؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة حينما أشار إلى أن رينارد كان مدربا للسيدات، وبرر هدفه من هذا التصريح -حسب قوله- «ممارسة ضغط ذهني ونفسي على لاعبي المنتخب السعودي»، إلا أن «رجال الأخضر» ردوا عليه بلعب «رجولي» أوصلهم لكأس العالم، حيث قدموا مباراة قوية ظهرت فيها روحهم القتالية واحترامهم لشعار وطنهم والجمهور السعودي.
– بصرف النظر عن سمعة ومكانة رينارد في عالم التدريب سواء للرجال أم للسيدات، وبصرف النظر عن تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم الذي قد يحسب له ويجير لرصيده، إلا أنني أرى هذا التأهل من ناحية فنية وبدنية وقتالية يحسب لنجوم الأخضر الذين أبلوا بلاءً حسناً.
– لو نظرنا لفوز المنتخب على إندونيسيا 2/3 والتعادل السلبي أمام العراق، وكلتا المباراتين أقيمتا بالسعودية، وقيمنا عمل المدرب رينارد بما في ذلك ما قدمه في التصفيات وفشله الذريع في التأهل سنجد أننا أمام حقيقة واحدة أن رينارد لا يصلح بأي حال من الأحوال لتكملة عقده ومشواره مع المنتخب، والأدلة الدامغة التي تثبت ذلك سوف اختصرها في النقاط التالية:
1- رينارد اعتمد طريقة لعب الضغط العالي وبناء الهجمة من الخلف، وهي طريقة تحتاج لاعبين يتمتعون بلياقة بدنية عالية وسرعة قرار، هذه الطريقة لم تتناسب مع طبيعة أغلب لاعبي المنتخب الذين تم اختيارهم.
2- غيّر رينارد تشكيل المنتخب أكثر من عشر مرات خلال مشوار التصفيات، وأحيانًا يبدّل مراكز اللاعبين بشكل غير مبرر، وفي مباريات حاسمة (أمام أستراليا واليابان)، تأخر في التبديلات، ولم يُحسن التعامل مع التكتل الدفاعي للمنافسين، ولاحظنا المنتخب غالبًا يبدأ جيدًا ثم يتراجع أداؤه في الشوط الثاني بسبب ضعف إدارة الإيقاع.
3- رغم امتلاك المنتخب عناصر متميزة هجوميًا، إلا أن رينارد تمسك بخطة 4-3-3 بأسلوب متوازن دفاعيًا أكثر من كونه هجوميًا، فقلّت نسبة التسجيل، واضطر الفريق إلى الاعتماد على فارق الأهداف للتأهل.
5- اعتمد رينارد على مجموعة محدودة من اللاعبين بشكل مفرط (خصوصًا لاعبي الهلال)، دون تدوير كافٍ، مما سبب إرهاقًا وتراجعًا في المستوى خلال نهاية التصفيات، على الرغم من وجود أفضل اللاعبين بالدوري، إلا أنه لم يحسن الاختيار وفشل فشلاً ذريعاً أوصل الأخضر للملحق الآسيوي.
– لهذا من الأفضل البحث عن مدرب لا يهتم بالنواحي النفسية فحسب، وإنما مدرب يهتم بالنواحي الفنية البدنيّة، وأرى لو بالإمكان التعاقد مع المدرب خيسوس بعد نهاية موسمه مع النصر فإنه الأنسب في الفترة الحالية، وهو قادر مع الأسماء التي برزت في الملحق أن يحقق إنجازاً أفضل للأخضر في نهائيات كأس العالم المقبلة.
– ولكيلا يفهم رأيي هذا بالخطأ عند محبي نادي النصر كنت أتمنى مشاهدة مباريات لمدرب الاتحاد الجديد كونسيساو مع النمور الذي تتوفر فيه نفس صفات شخصية خيسوس، إلا أنه لا يملك نفس خبراته بالدوري السعودي لطالبت بنفس مطالبتي بمدرب النصر.
– في الختام أتقدم بخالص التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، ووزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي، ورئيس ومجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكل من ساهم في هذا التأهل، وفي مقدمتهم اللاعبون والجهاز الإداري والجمهور السعودي، متأملاً مشاهدة منتخب بهذه العناصر المتميزة يحمل أداءً وروحاً قتالية مع مدرب يملك الفكر الفني العالي جداً يقدم لنا منتخبا قويا في نهائيات بطولة كأس العالم 2026، لا يقتصر على المشاركة المشرفة فحسب، إنما تحقيق إنجاز عالمي مواكب للنهضة الرياضية ومرحلة كروية مختلفة تشهدها الأندية والمنتخبات السعودية في هذا العهد الزاهر.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version