في كل معسكر للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، تبرز ظاهرة تتكرر بشكل لافت: إصابات تُعلَن قبل أو أثناء المعسكر تحرم المنتخب من خدمات لاعبين أساسيين، بينما تعود الأسماء نفسها سريعاً للمشاركة مع أنديتها دون مؤشرات واضحة لوجود إصابات طويلة المدى. هذه المفارقة تطرح تساؤلات مقلقة حول جدية التشخيص، آلية التعامل الطبي، ومدى التنسيق بين الجهاز الطبي للأندية والجهاز الطبي للمنتخب.

إصابات عند التجمّع

تاريخ المعسكرات السعودية خلال الأعوام الماضية يكشف أن المنتخب كثيراً ما يدخل استحقاقاته بنقص عددي؛ بسبب تقارير إصابات تصل من الأندية، أو تظهر فجأة مع بداية التدريبات. الأمر يتكرر بصورة نمطية: لاعب بارز يتوقف، برنامج علاجي يُعلن، ثم عودة سريعة في مباريات الدوري المحلي وكأن شيئاً لم يكن. هذا التناقض يخلق صورة ذهنية سلبية لدى الشارع الرياضي، ويضعف ثقة الجماهير في آليات التعامل مع الملف الطبي.

مسؤولية المنتخب

الفريق الطبي للمنتخب السعودي يجد نفسه أمام مسؤولية مضاعفة. ليس فقط في تشخيص الإصابات بدقة، بل في التحقق من صحة ما يرد من تقارير الأندية. المطلوب أن يكون التعامل أكثر صرامة وشفافية، مع إخضاع اللاعبين لفحوصات مستقلة ومكثفة عند بداية كل معسكر، بما يضمن حماية المنتخب من أي تضارب محتمل أو إهمال في نقل المعلومات الطبية.

تنسيق وصرامة

الحلول ليست مستحيلة، يمكن للاتحاد السعودي لكرة القدم أن يضع بروتوكولاً طبياً ملزماً، يفرض على أطباء الأندية رفع تقارير مفصلة مدعومة بالأشعة والتقارير المخبرية، مع إلزامية حضور ممثل طبي من المنتخب لمراجعة الحالات. فتح تحقيقات رسمية في أي حالة يظهر فيها تناقض بين إصابة اللاعب في المنتخب ومشاركته السريعة مع ناديه سيكون خطوة جادة لردع أي تجاوز أو تقصير.

المنتخب أولاً

القضية في جوهرها ليست بين المنتخب والأندية، بل في صميم حماية المسار الوطني. المنتخب السعودي لا يحتمل أن يخسر لاعبين محوريين؛ بسبب ضعف تنسيق أو مجاملات طبية. الجماهير تنتظر شفافيةً أكبر وصرامة أعلى، ليبقى اللاعب السعودي محميّاً بحق، ويظل المنتخب حاضراً بكامل قوته في كل استحقاق قاري ودولي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version