وسط أرفف تعج بالإبداعات، يبرز معرض جدة للكتاب 2024 بوصفه وجهة تجمع عشاق الكلمة والصورة من الأعمار كافة. وفي زاوية مخصصة للطفل، يقف هاني مراد بخبرة تجاوزت العقدين، بجانب كتبه التي تخاطب النشء بلغة تنبض بالعلم والخيال. على بُعد أمتار، تجد رامي دماس، يحمل كتاباً طفولياً، ينبض بالحياة والألوان، ويُشيد بالدور المتنامي للاهتمام بثقافة الطفل في المملكة.
يؤكد رامي أهمية مشاركة الأطفال وأولياء الأمور في معارض الكتاب قائلاً: «هذا الحضور العائلي يعزز العلاقة بين الطفل والكتاب منذ الصغر. ومع ذلك، أرى أن هناك حاجة أكبر إلى دعم المدارس والجامعات في تنظيم زيارات ميدانية لهذه الفعاليات الثقافية، كما كان يحدث سابقاً، لتعميق هذا الارتباط في وجدان الأجيال القادمة».
من جانبه، يرى هاني أن الكتاب، رغم كل التحديات التقنية، يظل «مصدر العلم الأول». وخلال رحلته بين رفوف المكتبات وأجنحة المعارض، يشير إلى أن كتب الطفل شهدت تطورات كبيرة، بدءاًمن الرسوم التوضيحية وحتى الأقلام الناطقة، مما يجعل القراءة أكثر جاذبية وتحفيزاً. ويضيف: «التقنية ليست عدواً للكتاب، بل أداة يمكن تطويعها لخدمته. التطور حليفنا إذا أحسنّا استثماره».
هنا، بين رفوف الكتب وأجنحة المبدعين، تتشكل علاقة جديدة بين الطفل والكتاب، علاقة تحمل في طياتها الأمل لجيل مثقف وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
معرض جدة للكتاب، الذي يُعد المحطة الثالثة بعد الرياض والمدينة المنورة هذا العام، يستمر في استقبال زواره حتى 21 ديسمبر، ويفتح أبوابه يومياً من 11 صباحاً حتى منتصف الليل، ما عدا الجمعة التي تبدأ فيه الزيارة من 2 ظهراً.