منظومة أمنية متناغمة متجانسة، تتكامل فيها أدوار الأجهزة المختصة في مكافحة المخدرات، أشرك فيها المواطن والمقيم بالإبلاغ عن تهريب وترويج المخدرات، ولعبت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، دوراً محورياً بإحكام الرقابة الجمركية عبر 41 منفذاً جمركياً، شكَّلت سداً منيعاً أمام محاولات التهريب. وساهم الإعلام بمختلف وسائله في محاربة المخدرات، بطرح البرامج والحملات الإعلامية لنشر وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الآفة والحيلولة دون انتشارها بين أفراد المجتمع.
وتخوض المملكة حرباً لا هوادة فيها وشاملة للمكافحة، وأسقطت مروجيها، ونجحت وزارة الداخلية في إثبات قدراتها على التصدي لمهربي المخدرات، ومواجهتهم باتباع أسلوب الضربات الاستباقية المباغتة، عبر رصدهم، والقبض عليهم؛ ما أفسد كل مخططاتهم.
تنسيق سعودي عراقي يمنع
تهريب 7 ملايين قرص
تجاوزت قدرات المملكة في مكافحة المخدرات الحدود عبر عمليات تنسيق عالية المستوى بين الدول الخليجية والعربية والعالمية، أسهم في إحباط تهريب كميات هائلة من المخدرات؛ كان آخرها ما شهدته جمهورية العراق من إحباط محاولة إحدى شبكات إنتاج وتهريب المخدرات، تهريب نحو سبعة ملايين قرص من مادة الأمفيتامين المخدرة مخبأة في شحنة بضائع ألعاب أطفال وطاولات كوي ملابس، بناءً على معلومات قدمتها وزارة الداخلية السعودية؛ ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات للجهاز النظير في جمهورية العراق.
وضبطت وزارة الداخلية العراقية، نحو طن و100 كيلوغرام من حبوب الكبتاغون قادمة من سورية عبر العراق، وأعلنت أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية، زودت إدارة المخدرات العراقية بمعلومات استخباراتية لإحباط تهريب كمية المخدرات ، أدت إلى القيام بعملية نوعية اتسمت بالدقة في الأداء بعد حصول الموافقات القضائية الصادرة عن محكمة تحقيق استئناف الرصافة، واشتركت في العملية مديريتا مكافحة المخدرات في أربيل والسليمانية.
وسائل مبتكرة لكشف
خبايا الشحنات
تعد مكافحة جرائم تهريب وترويج المخدرات، من أولويات رؤية المملكة 2030، وإيماناً منها بما تشكِّله المخدِّرات من مخاطر وتهديد لأمن المجتمع واستقراره، سخَّرت الإمكانات لتعزيز حصانة المجتمع تجاهها على جميع المستويات الوطنية، والحد من أضرارها وخطورتها على الفرد والمجتمع، ولتعزيز هذا الهدف، تتبع المملكة إستراتيجية الضربات الاستباقية لعصابات التهريب، وتعمل على رصد تحركاتهم، وكشف خططهم وألاعيبهم في التهريب، ومن ثم توجه لهم ضربات استباقية، وتوقع بحقهم العقوبات المقررة. وتعتمد المملكة على وسائل مبتكرة وآليات حديثة لكشف شحنات المخدرات، قبل دخولها الأراضي السعودية، مع احترافية وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية؛ التي نجحت في كبح جماح المهربين والمروجين وتوجيه ضربات موجعة لشبكات تهريب المخدرات؛ التي تستهدف أمن المملكة وشبابها بالمخدرات، ضمن الحرب المستمرة على المخدرات، وقطع الطريق على كل مفسد ومروج العبث بعقولهم.
الأوصاف الجرمية لـ«الشبو»
أدرج النائب العام، جميع الأوصاف الجرمية المتصلة بمادة الميثامفيتامين (الشبو) من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف. في إطار الجهود الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من انتشارها، ولما تشكله مادة (الشبو) من أضرار جسيمة على صحة المجتمع وأمنه، مسببةً اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة، تسهم في ارتفاع معدلات الجريمة والعنف، ما يستدعي التعامل مع هذه الآفة كجريمة كبيرة موجبة للتوقيف للتعامل معها بحزم وفق تشريعات وقرارات رادعة.
ويُقصد بالأوصاف الجرمية جريمة تعاطي الشبو والجرائم المتصلة بها، كالحيازة أو التهريب أو الجلب أو التلقي أو الإحراز أو التسلم أو الشراء أو النقل، حال كان القصد منها التعاطي أو الاستعمال الشخصي، إضافةً إلى جريمة الشروع في تصنيع «الشبو».
وفي سياق آخر من الجهود المبذولة لمكافحة المخدرات، ما نصت عليه المادة الـ42 من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، التي تمنح لمتعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية فرصة العلاج دون مساءلة قانونية، بعدم إقامة الدعوى بحق متعاطيها أو مستعملها أو مدمنها إذا تقدم بنفسه أو أحد أقاربه قاصداً علاجه، مشروطاً ذلك بتسليم ما بحوزته من المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية إن وجدت أو الإرشاد إلى مكانها.
نجاح أمني في المكافحة
أسهمت العمليات الأمنية التي تنفذها القطاعات المختلفة في المملكة، عن إسقاط شبكات التهريب والترويج، وأعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عن إحباط محاولة تهريب نحو 11.108.998 قرصاً من مادة الأمفيتامين المخدرة مخبأة في شحنة مواد غذائية بميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، وقبضت المديرية العامة لمكافحة المخدرات على مستقبليها في المنطقة الشرقية، وهما مقيم من الجنسية الأردنية ومواطن. وكشف مدير الأمن العام الفريق محمد عبدالله البسامي، أن عدد المساجين الموقوفين بقضايا مرتبطة بالمخدرات قبل حملة «الحرب على المخدرات» يمثلون 49% من المجموع العام، مضيفاً أن النسبة ارتفعت بعد الحملة لأكثر من 65%. وأشاد مدير الأمن العام، بقدرات المملكة التقنية الهائلة في سرعة وصول الجهات الأمنية لأوكار المهربين والمروجين، والقبض عليهم، مشيراً إلى أن الجرائم الجنائية المرتبطة أسبابها بقضايا المخدرات انخفضت منذ بدايتها.
اختراق المهربين في مواقعهم
أوضح مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد سعيد القرني، أن الضربات الاستباقية تعني إحباط تهريب بعض الكميات التي تستهدف المملكة، وقال: أحياناً مصلحة العمل ومصلحة القضية أننا نحبطها في البلدان قبل وصولها حفاظاً على سرية مصادرنا، وفي العام الماضي أحبطنا تهريب ما يقارب 129.000.000 حبة أمفيتامين و75 كيلوغراماً من «الشبو» قبل وصولها للسعودية.
وبيّن اللواء القرني، أنّ أكثر أعمار المتعاطين بين 20 و40 عاماً، ونسبتهم تتجاوز 75% من القضايا، ومن هم دون سن 20 عاماً نسبتهم لا تتجاوز 8% تقريباً، ونسبة القضايا النسائية لا تتجاوز 1% من إجمالي القضايا المضبوطة.
نظام رادع لمنع انتشار السموم
أكد المحامي والمستشار القانوني عبيد أحمد العيافي، أن الهدف من نظام مكافحة المخدرات إيقاع العقوبات الرادعة لمنع الانتشار ومنع بيعها وشرائها.
وأوضح العيافي، أن المشرّع عمل على تشديد حكم مروّج المخدرات لأول مرة، في سعيه من أجل ردع ومنع المروّج من ارتكاب جريمة ترويج المخدرات، وجعل الوطن خالياً من آفة المخدرات وحماية المجتمع السعودي من أضرارها، ومن أجل إنشاء جيل قوي وسليم.
وبحسب نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، فإن حكم مروّج المخدرات لأول مرة في السعودية السجن لمدة تصل إلى 15 عاماً. وفي حال تكرار المروّج فعل الترويج يتم تشديد العقوبة ويمكن أن تصل إلى القتل، وفي حال كان المروّج موظفاً عاماً أو كان من رجال مكافحة المخدرات فتكون عقوبته مشددة وتصل إلى السجن لمدة 25 عاماً، وفي بعض الأحيان من الممكن أن تصل عقوبة الترويج إلى القتل تعزيراً في أحوال معينة.
أخبار ذات صلة