ما زالت جماهير المتصدر (الاتحاد) ووصيفه (الهلال) في حالة غضب وعدم استقرار نفسي؛ نتيجة الإفراط في النقاط، وعدم القدرة على صنع الفارق الذي يفصلهما، ويبثُّ في نفوس المشجعين الاطمئنان، ويقرب المسافات أكثر إلى بطولة الدوري، إذ ما زال مسلسل هدر النقاط عند المتصدر والوصيف مستمراً.
ويقول الاستشاري النفسي المهتم بالشأن الرياضي الدكتور شريف ندوي لـ«عكاظ»: «عادة تعيش جماهير الفريقين؛ سواء متصدر المركز الأول أو الوصيف الثاني، في حالة غضب وعدم رضا عند هدر النقاط سواء بالتعادل أو الخسارة، وكل منهما يترقب تعثر الآخر من أجل صنع الفارق في النقاط والاقتراب أكثر لمنصة التتويج. ويزداد غضب الجماهير عندما تلمس أن فريقها أصبح يهدر نقاطاً ثمينة ومهمة بكل سهولة، ويشتد ذلك الغضب أكثر عندما تنقلب الطاولة ويصبح الوصيف متصدراً والمتصدر وصيفاً بعد أن كان المتصدر الأقرب إلى بطولة الدوري».
وتابع: «غضب الجماهير من تعثرات فريقها يعد رد فعل طبيعياً وتأكيداً على قوة الانتماء وحب النادي، لكونها تطمح أن ينال فريقها البطولة ولا يتعرض لهدر النقاط، ويسعى بكل جهد وقوة إرادة في المحافظة على الصدارة، خصوصاً أن الوصول إلى الصدارة لم يكن مفروشاً بالورود، وبالتالي فالأولى والأجدر من اللاعبين المحافظة على المكان الذي وصلوا إليه، وفي الاتجاه الآخر تُصاب الجماهير بالصدمة والإحباط عندما تجد أن مستوى فريقها بدأ يتراجع وبدأ في هدر النقاط، ما يجعل الجماهير في حالة توتر نفسي مستمر ومخاوف من فقدان تلك المكانة التي وصلوا إليها بعد تجاوز كل التحديات والصعوبات».
وأضاف: «قد تزداد مطالبات الجماهير في حالة عدم الرضا بمستوى فريقها بإقالة المدرب؛ لكونه المسؤول الأول عن كل ما يحدث من تراجع مستوى الفريق، فالجماهير في عالم كرة القدم تطمح دائماً أن يفوز فريقها ولا يتعرض لأي خسارة، فكم من الفرق الرياضية تحتل القمة بعد جهود كبيرة، ولكن فجأة ينقلب الحال ويتراجع مستوى الفريق ويتعرض لفقدان النقاط، وتدريجياً مع استمرار الوضع يفقد الفريق وهج صدارته، وفي ذلك الوقت تلعب فوارق النقاط دوراً كبيراً في نزول الفريق إلى الوصافة أو أكثر، ولا يستبعد أن يصبح خارج مربع الكبار».
وأكمل بأن هناك عوامل عديدة تلعب في المحافظة على الصدارة؛ منها العزيمة القوية من اللاعبين في بذل المزيد من الجهد الرياضي داخل الملعب، وحرص المدرب على عدم الإخفاق في النقاط، ومعالجة الأخطاء التي تحدث في المباريات التي تنتهي بالهزيمة أو التعادل، ورفع المعنويات النفسية للاعبين من قبل المتخصصين قبل كل مباراة، وتحفيز اللاعبين بمكافآت رمزية في حال الفوز في مباريات الكلاسيكو والديربي؛ باعتبارها مباريات جماهيرية ومن العيار الثقيل في سجل الفريق.
ونصح الدكتور ندوي جميع اللاعبين بالحرص على التغذية الصحية في رمضان، وتناول السوائل بشكل جيد؛ تفادياً للجفاف والمشكلات الأخرى، وعدم ثقل المعدة يوم المباراة بالإفطار الدسم؛ تجنباً للشعور بعدم الارتياح والتلبك المعوي، وإلى بجانب ذلك الحرص على النوم الصحي وإعطاء الجسم كفايته من الراحة، فكل هذه العوامل تعزز أداء اللاعبين داخل الملعب.
أخبار ذات صلة