في تجربة غير تقليدية تجمع بين التعليم والتسلية، تحول المراهقون في الفلبين إلى «أبطال نجاة» عبر لعبة لوحية مبتكرة تحمل اسم «سيد الكوارث»، تضعهم وجهاً لوجه مع أعاصير وزلازل وفيضانات وانهيارات أرضية، لتعليمهم كيف يواجهون الكوارث قبل وقوعها.

في مكتبة فالينزويلا شمال مانيلا، تتسم أجواء اللعب بالحماس والتعاون، حيث يتنقل اللاعبون على لوح اللعبة عبر رمي النرد، وينفذون تعليمات بطاقات تتضمن إستراتيجيات النجاة، ويحصلون على رموز بطولية عند إنقاذ زملائهم، في مزيج من المرح والتدريب الواقعي.

ويكشف المشروع فجوة كبيرة في جاهزية المجتمع، إذ تشير تقديرات إلى أن أقل من نصف الفلبينيين خضعوا لتدريب على الكوارث أو يمتلكون أدوات إسعاف أولي، في بلد يواجه سنوياً نحو 20 إعصاراً وزلازل يومية، ويقع بالكامل ضمن ما يُعرف بـ«حلقة النار» في المحيط الهادئ.

وأوضح فرانسيس ماكاتولاد أحد مطوري اللعبة أن امتلاك المعرفة الأساسية يمكن أن يقلل بشكل كبير من الخسائر البشرية والمادية، مشيراً إلى أن النسخة الحديثة من اللعبة تضمنت تأثيرات التغير المناخي مثل الجفاف وموجات الحر والانهيارات الأرضية، لتصبح أكثر واقعية وفاعلية.

والآن، تدرس الحكومة الفلبينية إمكانية توسيع نطاق توزيع اللعبة، بعد أن أظهرت النسخ التجريبية تحسناً ملموساً في وعي الشباب بأساسيات الاستعداد للكوارث، مع تركيز خاص على المجتمعات الأكثر ضعفاً أمام التغير المناخي، لتصبح اللعبة أداة تعليمية جديدة في مواجهة المخاطر الطبيعية.

شاركها.
Exit mobile version