من السهل جداً اليوم أن أرتدي ثوب البطل وأشن حملة إعلامية وتويترية على رئيس شركة نادي الاتحاد المهندس فهد سندي، أضع فيه كل «عيوب» الدنيا وأصفه بأسوأ الأوصاف، واستثمرها فرصة ذهبية في هذا التوقيت الذي قاربت فيه فترة التسجيل على الانتهاء، دون أن يتمكن الاتحاد من إتمام صفقتين أو ثلاث صفات، أو حتى صفقة واحدة من العيار الثقيل، خاصة أن «العشم» فيه كان كبيراً على اعتبار أنه «امتداد» للإدارة السابقة الناجحة بقيادة المهندس لؤي مشعبي.

-أقول: من السهل جداً أن أقود هذا التوجّه «الانفعالي»، ولكن لو حكمنا العقل والمنطق ورجعنا قليلاً إلى توقيت استلامه رئاسة النادي، لوجدنا أنه جاء «بعدما طارت الطيور بأرزاقها»، وبالتالي فإن مهمته في اختيار نجوم كبار يتوافقون مع طموحات الجماهير الاتحادية تبقى مسألة «مستحيلة»، خصوصاً أن خزينة النادي كانت «شحيحة»، وحتى لو وصله «دعم مادي» – كما يُقال – فإن الاختيارات تبقى «صعبة» جداً.

-ليست هذه «المعضلة» الوحيدة التي واجهته، فهو والمدير الرياضي السيد «رايمون»، والكابتن القدير كريم بنزيما، وجدوا أنفسهم في موقف «محرج» عند محاولة «إقناع» بعض اللاعبين – اثنين أو ثلاثة – بإنهاء عقودهم أو إعارتهم إلى أحد الأندية المحلية أو الأجنبية، إذا كانوا غير «مقتنعين» بالأسباب. هؤلاء اللاعبون حققوا في الموسم الماضي «بطولتين» وقدموا مستويات فنية رائعة جداً، فما هو العذر الذي يبرر «فك» الارتباط معهم؟ خصوصاً أن الفترة الحالية مع قرب انتهاء التسجيل لا تمنحهم «خيارات» مناسبة للانتقال، وحتى لو قبلوا «بفسخ» عقودهم، فما هي «الضمانات» التي تحفظ حقوقهم المادية وتمنحهم تعويضاً مناسباً ونهاية سعيدة، بعيداً عن الدخول في متاهات ومهاترات قد تؤدي إلى شكاوى لدى «الفيفا»؟

-ومن ناحية أخرى، لو وافق اللاعبون – دون ذكر أسمائهم – على فسخ العقود مع استلام مستحقاتهم فوراً عن كامل المدة المتبقية، فإن الدعم الذي حصل عليه النادي – «إن صحت الرواية» – لن يكفي لتسديد هذه الالتزامات، وفي نفس الوقت سيكون من المستحيل على الإدارة التعاقد مع نجم كبير، وحتى لو وُجد نجم متاح، فلابد من تقديم مغريات مالية ضخمة لناديه وللاعب نفسه. وهذا ما حدث حتى على مستوى اللاعبين المواليد، إذ كانت مطالبهم «خيالية».

-من هذا المنطلق، فإن رئيس شركة الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته «معذورون»، وكذلك المدير الرياضي السيد رايمون، فهو الآخر معذور سواء قبل انتخاب فهد سندي رئيساً أو بعده، فالوضع المالي في كلتا الحالتين سيئ. ومن المؤكد أن «شلة المنشقين» بقيادة «كبيرهم» سيقولون: لو ترك سندي المنصب للأستاذ أنمار الحائلي، لتمكن الأخير بوفرة ماله من جلب النجوم مهما كانت مطالبهم! إنها كذبة كبيرة يروّج لها كبير المنشقين نفسه، وهو من طالب أنمار قبل الموسم الماضي عبر منصة «إكس» وفي أكثر من برنامج إذاعي وتلفزيوني بالرحيل، قائلاً نصاً: «يا أخي لا تغثنا بفلوسك، الاتحاد يحتاج إلى فكر، وأنت ومن حولك لا تملكون الفكر». كل شيء مكتوب وموثّق. وأنا بدوري أقول لهذا «المتأزم»: كفاية كذب وافتراء، واعلم أن سندي «المعذور» باقٍ حتى نهاية فترته، وإذا لم يعجبك الأمر فاشرب من البحر.

-ولكيلا يعيش الجمهور الاتحادي في آمال واهية مثل «أمل إبليس في الجنة»، فإنني أرى، من وجهة نظري أن القائد الحكيم كريم بنزيما، بما له من محبة وتقدير بين اللاعبين وحالة الانسجام الذهني والبدني التي تسود بينهم، قادر هو ورفاقه «المخلصون» على تحقيق «المستحيل»،مع الدعم الجماهيري فسترون العجب والعجاب تحت راية «تحدي» للمرة الثانية ستتحقق، ومعجزة أخرى وربما سترى النور هذا الموسم.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version