من الطبيعي عند استعراض تاريخ نادي الطائي أن تتصدر سيرة سعود بن علي الصقيه مشهد الوفاء والعطاء. رجل عاش للنادي أكثر مما عاش لأي شيء آخر، ووهب نصف قرنٍ من عمره لمشروعٍ رياضي يرى فيه امتداداً لحائل وأهلها، وتاريخاً يُكتب بعرق المخلصين قبل حبر المؤرخين.
يُدرك المتابع لتاريخ الطائي أن الصقية كان داعماً وعقلاً ووجداناً يسكن تفاصيل النادي. في طفولته داخل أحياء حائل القديمة بدأ عشقه، حين كان الفتى سعود يغادر مدرسته متجهاً إلى ملعب الطائي الترابي ليرى اللاعبين الأوائل ويستعيد ملامحهم في ذاكرته كل مساء. هناك تشكلت العلاقة الأولى، علاقة استمر وهجها 50 عاماً من الحضور والتأثير.
الصقيه يُعد أحد أعمدة الطائي، وجزءاً من ملامحه، وركناً من ثوابته. دعمه تجاوز حدود المواسم إلى بناء بيئة رياضية مستقرة أسهم في تطويرها وإسنادها مالياً وفنياً، حتى صار اسمه مرتبطاً بمرحلة النضج الإداري للنادي.
قرار وزارة الرياضة اعتماد اسم «ملعب المهندس سعود بن علي الصقيه» جاء تتويجاً لمسيرة نادرة في الوفاء، واعترافاً رسمياً برجل حمل النادي في قلبه قبل أن يُكتب اسمه على مدخله. هذا التكريم يعكس قيمة الإنجاز واستمرارية الحضور، ويؤكد أن الطائي عرف أحد أبنائه الأوفياء الذين رأوا فيه مشروعاً يليق بتاريخ حائل وروحها.
سعود الصقيه اليوم يقود ميدان وضح الإبل بروح الرياضي الذي لا يهدأ، يرى في المنافسة استمراراً لمعنى الإصرار، وفي الريادة امتداداً للقيمة ذاتها التي عاش بها مع الطائي. قصة هذا الرجل تختصر معنى الثبات، وتؤكد أن الوفاء قد يتحوّل يوماً إلى مَعْلم رياضي يحمل اسم صاحبه في قلب المدينة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version