للشاعر سعد الهمزاني حضوره الإبداعي والثقافي والصحفي، فيما لشخصيته المتدفقة بالمحبّة، وحميمية الصداقة، أثر في كل عارفيه ومحبيه، فيه من حائل شموخ أجا، ومن الرياض إيقاع التاريخ، ومن بريدة وشوَشة النخيل في أماسي الصيف، وهنا مثاقفة مع تجربة شاعر وكاتب وشاهد عيان يفتح صدره ليتيح لنا التعرف إليه عن قُرب، فإلى نصّ الحوار:

• من أين اندفق النبع الأول للتجربة والوعي؟

•• من الصعب تذكّر بداية النبع الأول لأنه في الطفولة وبواكير الشباب لا يلحظ الإنسان نفسه، لكن أتذكر أنني في المرحلة الابتدائية كنت شبه أمين لمكتبة المدرسة وشبه رئيس تحرير للإذاعة المدرسية، وقرأت ما في المكتبة من كتب بسيطة، وقرأت ما يُعلق على جدران المدرسة من صحف كتبت عليها الأبيات الشعرية والحكم والأمثال. وفي المرحلتين المتوسطة والثانوية كنت مشاركاً بارزاً في المناسبات والأنشطة المدرسية، أما في المرحلة الجامعية فكنت أكتب في الصحف منها الجزيرة والرياض في صفحات القراء.

والأهم من كل هذا أن والدي أدخلني في «تحفيظ القرآن» عقب صلاة العصر طيلة المرحلة الابتدائية، فحفظت قرابة 20 جزءاً، وكان لهذا تأثير حميد على لغتي وأسلوبي.

• أين كانت مرابع التشكُّل الأولى؟

•• في الرياض درست المرحلة الابتدائية، ثم عدنا إلى مسقط رأسي مدينة حائل فدرست المتوسطة والثانوية، ثم درست الجامعة في مدينة بريدة، ثم استقررت في الرياض إلى اليوم، وفي هذه المدن كان يتشكل وعيي متفاعلاً مع المكان والناس. وفي كل مكان جديد أسافر إليه تعود لي حالة التشكُّل الطفولية والبدايات المندهشة من معرفة الجديد.

• ما الذي يسكن الذاكرة من مراحل عمريّة مبكرة وله أثره في مشوارك الثقافي والأدبي والصحفي؟ •• جبال أجا وتضاريس حائل الجميلة، عندما كنا نقضي إجازة الصيف فيها، ثم حزني الشديد على فراقها عند العودة إلى الرياض لها أثر عميق في شخصيتي، وفي ما بعد صرت أشعر أن مسكني الشعري هو جبال أجا وسلمى وصرت أتحاور من خلالها مع جدي الذي جاء إليها قبل ألفَي سنة، كما في نص (أجا) في ديوان «جد سابع للصمت»:

في الليل

كنت بين قممه

أبحث عن العش الذي ينام فيه القمر

بينما تحت رأسه بيضة ترتجف

كنت على سطح بيتنا

عندما فقست

أشاهد جدي يخرج منها

شلالاً مع المصب

متعرجاً بين ألفَي سنة

حتى يخرج أبي من صوته

• هل تناغم تخصصك الدراسي مع ميولك الإبداعية؟

•• أبداً لم يكن متناغماً بل منافراً؛ لأن دراستي الشريعة الإسلامية تتطلب -كما يفترض البعض- الالتزام والعقلانية والرزانة، بينما موهبتي الأدبية تحرّض على كسر القيود والنمطية، وأعتقد أن كثيراً من الأدباء في العالم الذين كانوا يدرسون الدَّين أو العلم اللاهوتي كانوا يعانون من صعوبة التوازن بين الشخصيتين أمام الناس وليس أمام أنفسهم، فالفئة التي تزعم أنها تمثّل الدين صممت أنماطاً وقوالب للمنتمين إلى علماء وطلاب العلم الديني لعل أكثرها شيوعاً عندنا عدم لبس العقال عند العلماء والقضاة والإئمة والمؤذنين… إلخ.

• من أبرز مثقفي وشعراء الوطن الذين لفتوا انتباهك؟

•• هناك شاعر مبدع منسي أظنه محمد الخواجة، حدثني عنه مراراً عبدالله نور (رحمه الله)، وهناك غازي القصيبي، ومحمد الثبيتي وهناك من الكتّاب الدكتور سعد الصويان (شفاه الله)، وسعيد السريحي، وحسين بافقيه، ومحمد العلي، وصولاً إلى جاسم الصحيح، وسلطان السبهان في الشعر العمودي، وأحمد الملا في النثر، وهيفاء الجبري، ونادية السالمي في الشعر أيضاً، وشيمة الشمري في القصة القصيرة جداً، ومحمد الراشدي في القصة.. ومن ذكرتهم للتمثيل وليس الحصر.

• ما أثر الراحل عبدالله نور في الحركة الحداثية في المملكة؟

•• عبدالله نور (رحمه الله) كان مُعلّماً بالمجان لكثير من الشعراء والأدباء والنقاد، من خلال احتكاكه الشفهي بهم في المنتديات والمجالس، وبالنسبة لي فإني أشهد أنني كنت محظوظاً بعلاقتي القوية به، لأنه كان يقوم بعملية التعليم والصقل بأسلوب نادر، ولأنه كان ملك الإلقاء بلا منازع، ويحفظ الشعر القديم والحديث، وهو لا يحفظ من الشعر إلا أجوده، وكنت أنهل من مخزونه الشعري واللغوي والفكري على مدى أعوام، واكتشفت أنه صاحب الفضل على كثيرين قبلي في تشكيل وعيهم بالشعر الحديث، لا سيما شاعره المفضل فواز عيد صاحب دواوين (في شمسي دوار) و(من فوق أنحل من أنين) و(أعناق الجياد النافرة) و(بباب البساتين والنوم). ومع الأسف لا يرغب معظمهم الحديث عن فضل عبدالله نور، أما أنا فأحمد الله على وجوده في حياتي وتشكُّل ذائقتي الشعرية على يدي أستاذ مثله.

• ما سرّ ارتباطك الوثيق بتجربة مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبدالمحسن؟

•• استضفت في منزلي الشاعر والصحفي في جريدة «القبس» مؤسس مجلة «الغدير» نايف الحربي، أسابيع عدة وكان الأمير بدر (رحمه الله) قد كلّفه بمراجعة ديوانه الأول (ما ينقش العصفور في تمرة العذق)، فأوكلني نايف بالمهمة عندما رأى اهتمامي بالشعر الحديث، وخلال مراجعتي الديوان سحرتني عوالم بدر الشعرية، وفُتنت بعبقريته في ابتكار الصورة الشعرية، ثم كتبت عن ذلك في مجلة «الغدير»، فلما قرأ الأمير كتابتي، أُعجب بها وأعطاني البروفات الأخيرة للديوان، وما زلت أحتفظ بها، ثم كتبت حلقات مفصلة عن الديوان في جريدة «الجزيرة»، وتبين لي أن الخلود هو المحور الذي تدور عليه قصائد الأمير بدر. ولفت نظري أن الأمير بدر يكتب القصيدة العمودية والقصيده الحرة وفي كلتيهما هو مبدع عظيم ومتمكن قدير، فكتبت عن الصورة الشعرية عند بدر في النبطي والحر. ولا يزال بوسعي كتابة الكثير الحديث عن شاعرية البدر الخارقة. والمؤسف أن عدداً من الشعراء استعاروا صوره وعوالمه بشكل مشوّه لا ينتبه إليهم أحد، وعند بدر الكثافة والتوالد الخيالي؛ بدر بن عبدالمحسن هو شاعر الظمأ وفارس الصحراء الحقيقي، أما الآخرون فنسخ باهتة منه.

• أين وجدت نفسك عقب رحلة كتابية، وصحفية في صحف «الجزيرة» و«الشرق الأوسط» و«الحياة»؟

•• وجدت نفسي في البيت، ولولا أنه البيت الشعري لأسفت على نفسي التي لم تقدم إلا جزءاً بسيطاً مما لديها لأسباب تتعلق بالخصومات غير الشريفة بين زملاء المهنة. لكن خروجي من معمعة الإعلام أعادني بهدوء إلى ذاتي لأراجع قناعاتي، فمثلي لا تصلح له إلا القناعات الأصيلة النابعة منه وهكذا كان، راجعت مسألة الشعر والشاعرية، ومسألة العلاقة بين الفكر الحر والإيمان، ومسألة الحب والصداقة ومسائل كثيرة أخرى.

اليوم يعذبني التساهل في إعداد الصحفيين السعوديين، والتغافل عن تمكينهم في الصحف والقنوات الفضائية بالاعتماد المزمن على كوادر من العالم العربي، ليس لها حق أو مزية في تشغيل وسائلنا الإعلامية. فالإعلام هو الكتابة الحاضرة للتاريخ، تاريخنا وروايتنا له ووجهة نظرنا وهو ما يجب أن نكتبه نحن ونبثه نحن بأصواتنا ووجوهنا.

• من رفيق الدرب الذي افتقدته؟

•• لم أشعر بفقدان رفيق درب أدبي؛ لأني أولاً نشأت وحدي أدبياً ولم أحظَ بدعم من البداية لا من الأهل ولا من الأصدقاء، وثانياً لأن الموهبة الأدبية هي في الأصل ذاتية فردية تأتي من نتاج العزلة وتفضي إلى عالم العزلة، وأما من اختفوا من حياتي فأتعامل معهم على طريقة المتنبي حين قال:

إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا *** ألا تفارقهم فالراحلون همو

ومن أصعب الأشياء التي لا أطيقها في مثل هذه العلاقات أن تتعامل كما يفعل البعض مع صديق قديم كتعاملك مع خردة سيارة قديمة أو آلة متعطلة توضع في منفى (التشليح)، إلى أن تستعير منها قطعة أو مسماراً، فهذا الصديق يحمل ذكريات مشتركة وأرقام أصدقاء مشتركين وبعض الأمور المرتبطة بماضٍ مشترك وقد تحتاج شيئاً منها فتتصل به للحصول عليه.

• كيف كانت أماسي الرياض الثقافية في التسعينيات؟ وبماذا يمكن تعويضها اليوم؟

•• لا بأس بها مقارنة مع أمسيات اليوم، فعلى الأقل كانت تقام في مؤسسات أدبية رسمية كالأندية الأدبية، وتعويضها ممكن بإقامتها على الهواء عبر منصة رسمية في فضاء الإنترنت والقنوات التلفزيونية.

لكن إن سألتني عن تجربة الشراكة الأدبية مع المقاهي سأجيبك أنني تخلصت من دعوتين والحمد لله، لأن الجو والحضور بائسان جداً، فأصحاب المقهى لا يعرفون حق المعرفة القيمة الحقيقية للضيف فيخلطون الغث مع السمين.

• هل نحن في عصر تعويم الثقافة الصلبة؟

•• لو قلت إغراق الثقافة الصلبة لفهمت السؤال أكثر، فالصلب يغرق ولا يطفو بالعوم، أما كيف تغرق الثقافة الصلبة فالأمر بسيط.

• أي فترة ترى أنها كانت ذروة سنام التجربة الإبداعية الشعرية في المملكة؟

•• الفترة الحالية هي ذروة السنام، لأن الشعراء تخلصوا من الأوهام التي فرضتها أكاذيب الحداثة على الشعر، وأخصّ تجربة القصيدة العمودية الحديثة التي أعادت الشاعر العربي السعودي إلى سيادته الشعرية على القصيدة العربية، مستأنفاً شاعرية أسلافه شعراء المعلقات والشنفرى الأزدي وجرير والفرزدق التميميين وأبو تمام والبحتري الطائيين وغيرهم من شعراء قبائل الجزيرة العربية التي تجمع المملكة العربية السعودية معظمها في وطن واحد.

• لو فكّرتَ في قراءة تجربة الحداثة في بلادنا، بماذا يمكنك أن تلخّصها؟

•• تجربة الحداثة الشعرية في الماضي عندنا كانت فاقدة لهويتها وذاتيتها وتابعة لما يحدث في الوطن العربي، لذلك لم تُحدث أثراً يذكر، ولولا الشاعر محمد الثبيتي لما كان لدينا شاعر نفاخر به، والسبب أن الثبيتي شاعر أصيل يعي من أي قوم هو، وعلى أي أرض هو، لذلك أبدع ونجح.

أما اليوم فهي تجربة ثرية لأنها أكثر أصالة وثقة بالنفس.

التجربة الماضية كانت عرجاء لا تسير إلا بقدم الشعر، بينما كانت الرواية نادرة، أما التجربة اليوم فتشهد توازناً بين الشعر والرواية.

• هل شعرتَ في وقتٍ ما بالقلق من «الصحوة» على مستوى فردي ومجتمعي وثقافي؟

•• في إحدى الأمسيات في التسعينيات الميلادية في مدينة حائل قاطعني بأعلى صوته أحد الزملاء من المرحلة الثانوية، وكان مشاركاً متطفلاً على أمسيتي عندما سمع المقطع الأول من قصيدتي، فقال للجمهور بكل ثقة سوف أقرأ في نهاية الأمسية حكم الله فيه (يقصدني) وكان يحمل بيده كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام)، لكنني تعاملت معه بقسوة وسخرية حتى ضحك من في القاعة عليه. وفي كل المواقف التي حدثت لي من دهماء «الصحوة» كنت أنتهج معهم الأسلوب نفسه، لكنني كنت أشاهد وأخشى من ضعف الآخرين أمامهم وتسليمهم لهم بما يقولون ويفرضون، ففي إحدى أمسيات الجنادرية أواخر الثمانينيات لم يستطع الدكتور سعد البازعي الذي كان يدير أمسية شارك فيها الثبيتي ومحمد زايد الألمعي (رحمهما الله) أن يوقفهم عن محاكمة الثبيتي، فكان أن تدّخل بذكاء وشجاعة محمد الألمعي قائلاً إنه يجب أخذ إذن من الجهة المنظمة وهي «الحرس الوطني» ليشاركوا في الأمسية بالتحقيق مع الشاعر.

كنت أخشى دائماً من ضعف الآخرين أمامهم، وإلى اليوم هناك بقايا لهذا الضعف. هذا الضعف سببه عدم مجاراة أهل «الصحوة» في العلم الشرعي والتاريخي. ولذلك فإن الدكتور عبدالله الغذامي استمر في الكتابة برغم هجومهم المستمر عليه، وأحياناً من إمام الجمعة الذي يصلي الغذامي خلفه، لأن الغذامي مثقف شجاع يستطيع الرد عليهم بالحجة.

• ما الذي يقلقك اليوم في عالم التواصل الاجتماعي؟

•• يقلقني غياب الجهة الضامنة للمصداقية في حدها الأدبي، فكما أن النادي الأدبي والملحق الثقافي في الجريدة أو المجلة ودار النشر تعطي ضماناً يفترض أن يكون كافياً لجودة العمل الفكري أو الأدبي فإن وسائل التواصل يمارس الكل فيها ضمان نفسه، والمعيار فيها كثرة المتابعين أو قلّتهم، ناهيك عن أن وسائل التواصل أمست وسيلة للتملّق والمجاملة وتبادل المنفعة بين المثقفين والأدباء، ويندر فيها أن تجد نقداً أو رأياً جاداً في عمل ما.

• ما المفقود ثقافياً ونحن بحاجة إليه؟

•• النقد ثم النقد ثم النقد. الكل يحتاج إلى النقد ولا أحد يهتم بالبدعة الجديدة المسماة بالنقد الثقافي الذي هو نسخة متذاكية من مفهوم الأدب الإسلامي الذي أضر بالأدب. الناس تريد نقداً جمالياً وشحذاً للذائقة الفنية وهذا غير موجود. ولا تريد محاكمة المبدع ولا إصدار أحكام عليه بأنه ضد النسوية، أو عنصري منحاز لقبيلته أو عرقه، أو دموي يمجد السيف، أو عاشق متعدد الحبيبات، أو هجاء يذم غيره. الشعر شيء آخر وسياق زمني آخر معياره الجمال فقط. والناس عموماً في الأمور الأخرى يريدون نقداً فكرياً وواقعياً لكل حدث أو فكرة لكن غابت الأقلام الفاحصة. ومن دون النقد المتفاعل الفعّال لا يمكن أن يستمر التطور. وبالمناسبة ما أحوج الحركة الإبداعية الجديدة في الشعر في المملكة اليوم إلى النقد قبل أن يصيبها داء التكرار والتشابه والرتابة.

• أصدرت ديوان (منتصف الحدس) من شعر التفعيلة وديوان (جدّ سابع للصمت) الذي هو عبارة عن قصائد نثر، ثم انقلبت على قصيدة النثر واتجهت إلى الشعر العمودي. ما سبب هذا التحول؟ وماذا استجد لديك؟

•• كما قلت سابقاً -واسمح لي بالتوضيح- فإني راجعت نفسي في أمور كثيرة لأكون أنا الذي يفكر ويقرر، والشعر طبعاً كان له النصيب الكبير من المراجعة، وحسمت أمري في اتخاذ الغناء معياراً ثابتاً للحكم فاكتشفت أن الغناء حاجة إنسانية لا يمكن الاستغناء عنها، وأن هذه الحاجة هي التي جعلت للشاعر أهمية وقيمة، فلولاه لما كان هناك غناء، وهذا الغناء يعتمد على إيقاع مطّرد متناسق ومتوازن، وعلى موسيقى توازي الحركات والسكنات المتعاقبة، ويجدلهما الشاعر ببراعة في معنى ذهني وصور حسية وتجريدية ليحدث التلاقي المنسجم بين السامع والشاعر، ومع الغناء يرقص الجسد على حروف الزمن الإيقاعي وفواصله، ويتمايل الجسد مع انحناءات الموسيقى وتموجاتها.. إذن الشعر أساس الغناء والرقص، وهذا الإيقاع المجدول بالموسيقى وفق وحدات منضبطة تُضاف إليه القافية كبصمة للقصيدة فيولد مشهد خيالي وانفعالي وحالة مشتركة تستدعي طقساً جماعياً؛ أي جمهوراً يمارس الشعور المشترك تجاه ما يسمع، ومن هنا كانت الحاجة للمنبر للشاعر والمسرح والقاعة للمطرب.. هذا هو ما يسمى الشعر منذ آلاف السنين وفي كل العالم، فهل يمكن أن يحدث هذا مع قصيدة النثر؟ بالطبع لا. وحتى لو قيل إن قصيدة النثر جميلة ومذهلة في صورها ودلالاتها وأبعادها فإن ذلك لا يعني أنها من نوع الشعر الذي يُغنّى ويُلقى من المنابر فتتحد نبضات الجمهور على إيقاعه، وتتواتر الانفعالات من دلالاته المدهشة، حتى لو أوجعت أو أحزنت أو حتى كذبت.. وأشفقت على نفسي وعلى أقراني كتّاب النثر أثناء مشاركتهم في الأمسيات الشعرية وهم يلوون ويمدون كلماتهم متعثرين بحفر الآهات الوهمية؛ سعياً لتوليد الإيقاع والموسيقى المستحيلتين لجذب الجمهور وتوحيده في طقس جماعي، وزاد عتبي وغضبي وعجبي من حيلتهم بتضليل الناس بمصطلح الموسيقى الداخلية الغيبية كقصص الجن.

• ما جديدك؟

•• كتبت العشرات من القصائد، ومع الأسف قبل سنوات قليلة جمعت عدداً كبيراً منها على الكمبيوتر لتكون ديواناً، فأصابه فايروس دمرها وليست لدي نسخ ورقية منها، وما زلت إلى اليوم أحاول التعافي من تلك الخسارة، ما سبب لي حالة من التأجيل في الإصدار وزهداً في النشر. لكن سأفعل إن شاء الله فالقصائد كثيرة، ولي عودة لنشر النصوص النثرية القديمة تحت مسمى ديوان نثر.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version