أثارت وفاة الإعلامية المصرية عبير الأباصيري، البالغة من العمر 54 عامًا، جدلًا واسعًا وحزنًا عميقًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اتهامات بتقصير مستشفى الهرم في تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها، مما أدى إلى تفاقم حالتها الصحية ووفاتها إثر جلطة دماغية، كما أثارت الحادثة مطالبات عاجلة بفتح تحقيق لكشف ملابسات الواقعة.
وفقًا لمنشور عبر «فيسبوك» لصديقة الراحلة، فقد تعرضت عبير الأباصيري لجلطة في المخ مساء الأربعاء، 27 أغسطس 2025، ولم تتمكن من طلب المساعدة بنفسها بسبب حالتها الحرجة، فاستعانت بجارها الشاب فادي (16 عامًا) الذي استدعى سيارة إسعاف على الفور.
ونُقلت الإعلامية المصرية إلى مستشفى الهرم القريب من منزلها بمنطقة فيصل، لكن الرواية التي نشرتها صديقتها أشارت إلى أن المستشفى اشترط دفع 1400 جنيه لتقديم العلاج، وتركها في قسم الاستقبال لأكثر من ست ساعات دون تدخل طبي، مما تسبب في دخولها غيبوبة ووفاتها لاحقًا.
وردًا على هذه الاتهامات، أكدت وزارة الصحة المصرية أن جميع الخدمات الطبية المقدمة للإعلامية كانت مجانية، وأن المبلغ المذكور يتعلق بتكلفة أفلام الأشعة التي طلبها مرافقها.
وأوضحت الوزارة أن الأباصيري، وصلت المستشفى في حالة حرجة، وخضعت لفحوصات طبية وأشعة أكدت عدم وجود جلطة بالمخ، مع وضعها على أجهزة دعم التنفس.
لاحقًا، وبطلب من أسرتها، نُقلت إلى مستشفى خاص، حيث تعرضت لتوقف قلبي أثناء النقل، وتوفيت رغم محاولات الإنعاش، فيما أثارت الواقعة غضبًا عارمًا، حيث طالب إعلاميون ونشطاء بمحاسبة المسؤولين عن أي تقصير.
وتزامن ذلك مع زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار، لمستشفى الهرم، حيث أبدى استياءه من مستوى النظافة وتنظيم قسم الطوارئ، وأصدر قرارات عاجلة بإنهاء التعاقد مع شركتي النظافة والأمن، وإعادة تنظيم العمل بالمستشفى.
وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن وزارة الصحة ملتزمة بكل بحزم بتنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1063 لسنة 2014، الذي يكفل لكل مواطن الحق في تلقي العلاج الطارئ -مجاناً- خلال أول 48 ساعة في جميع المستشفيات، حكومية كانت أو خاصة دون أي مقابل مالي، وعلى نفقة الدولة.
وأكد الوزير التزام الوزارة بحق المواطن في العلاج الطارئ المجاني، مشددًا على أن أي مستشفى يشترط دفع رسوم سيواجه الغلق الفوري أو التحقيق العاجل، كما دعا المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات عبر الخط الساخن (105).
وفي تطور للأحداث طالب الشاعر المصري جمال بخيت المسؤولين، بتحويل قضية وفاة عبير الأباصيري للنائب العام، بعد تعرضها للإهمال في مستشفى الهرم.
وكتب بخيت عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،: «ما دام هذا هو القانون، فما حدث بالمستشفى مع عبير الأباصيري (طبقًا لرواية صديقتها)، اشتباه في جريمة قتل عمد.. ولا يجب التعامل معه باعتباره (خطًأ إداريًا)، ويجب تحويل الأمر إلى النائب العام، وليس إلى تحقيق في وزارة الصحة».
عبير الأباصيري، التي بدأت مسيرتها في صحيفة روزاليوسف عام 1994، وحصلت على ماجستير من أكاديمية الفنون، تركت إرثًا إعلاميًا مميزًا من خلال برامج مثل بيتنا الكبير وحديث الساعة.
أخبار ذات صلة