22/7/2025–|آخر تحديث: 15:23 (توقيت مكة)
استشهدت الشابة الفلسطينية رحيل محمد رصرص (32 عاما)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، مساء الاثنين في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد معاناة طويلة ومؤلمة مع مضاعفات سوء التغذية الحاد، في ظل مجاعة خانقة سببها الحصار الإسرائيلي المتواصل ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر طبية أن رحيل كانت تزن قرابة 50 كيلوغراما قبل شهور، إلا أن الحصار وتجويع السكان أدى إلى تدهور حالتها تدريجيا حتى وصل وزنها إلى 25 كيلوغراما فقط. ومع تراجع قدرتها الجسدية وانعدام الرعاية الصحية والغذائية، فشل جسدها الهزيل في مقاومة الجوع القاتل، مما أدى إلى استشهادها.
ومع استشهاد رحيل، ارتفعت حصيلة الشهداء الناجمة عن المجاعة في القطاع إلى 20 حالة خلال 48 ساعة فقط، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت يوم الأحد أن عدد شهداء سياسة التجويع الإسرائيلية بلغ 86 فلسطينيا، بينهم 76 طفلا، منذ بدء الحصار الشامل على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتظهر مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الحالة الصحية المزرية التي وصلت إليها رحيل، حيث بدت عظام وجهها وأطرافها بارزة بشكل مؤلم، مما يعكس عمق المعاناة الإنسانية في غزة.
مجاعة قاتلة
ويعيش قطاع غزة إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، إذ تتزامن المجاعة القاتلة مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القصف المكثف والتجويع الممنهج وتدمير البنية التحتية والتهجير القسري.
وتقول وزارة الصحة إن إسرائيل استهدفت بشكل مباشر المستشفيات ومراكز الإغاثة، حيث لم يتبق من أصل 38 مستشفى في غزة سوى 16 تعمل جزئيا، 5 منها حكومية و11 خاصة.
ويعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، في ظل تراجع المساعدات وغياب الاستجابة الدولية الفعالة.

ومنذ مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل كافة المعابر بشكل شبه تام، مما فاقم الأزمة الغذائية والإنسانية. وشهد الأسبوع الأخير مشاهد مروعة، حيث انهار عدد من الفلسطينيين في الشوارع بسبب الجوع، وسط عجز المؤسسات المحلية والدولية عن التصدي للكارثة.
ورغم المطالبات الدولية المتكررة ومناشدات محكمة العدل الدولية لوقف الحرب، تواصل إسرائيل -بدعم أميركي معلن- عملياتها في القطاع. وقد أسفرت الحرب عن استشهاد وإصابة نحو 200 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة تفتك بالمدنيين في صمت.