|

قالت جودي جينسبيرغ، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين “سي بي جيه” (CPJ) إن اعتقاد إسرائيل إمكانية الإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين، أمر ليس مستغربا.

وبيّنت في مقالها بصحيفة الغارديان البريطانية، أن إسرائيل قتلت في العقدين اللذين سبقا 7 أكتوبر/تشرين الأول، 20 صحفيا، ولم يُحاسبها أحد على أي من تلك الجرائم، بما في ذلك الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، والتي أدى استشهادها إلى صدمة في المنطقة عام 2022.

شيرين وأنس

وشبّهت جينسبيرغ، شيرين أبو عاقلة بأنس الشريف، لافتة إلى أن شيرين التي تحمل الجنسيتين الأميركية والفلسطينية، كانت اسما مألوفا في الشرق الأوسط، تماما كما أصبح الشريف وجها مألوفا للجمهور بسبب تغطيته للهجوم الإسرائيلي على غزة.

وقالت الكاتبة إن إسرائيل لطالما تفاخرت بأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تدعم حرية الصحافة، لكن ما وصفته بـ”التفاخر الفارغ” كان قبل نشوب الحرب الحالية على غزة، إذ لم تعد الآن حتى تتظاهر بذلك، لافتة إلى أنها قتلت الأحد الماضي بشكل سافر ووقح 6 صحفيين كانوا يحتمون في خيمة تضم صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام.

وأضافت “لا عجب أن إسرائيل أصبحت الآن واثقة جدا من قتل الصحفيين، لدرجة أنها يمكن أن تعترف بقتل 6 صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام، بينما كان واحد فقط هو هدفها المزعوم”. وأكدت أن قوانين الحرب واضحة، بأن الصحفيين مدنيون، واستهدافهم عمدا في الحرب هو جريمة حرب.

بين غزة وأوكرانيا

وأبدت رئيسة لجنة حماية الصحفيين استياءها من موقف المجتمع الدولي، الذي وصفته بالمؤسف في إدانته لأفعال إسرائيل.

وحتى في إطار الصحفيين بالعالم، ظل الموقف خجولا، بحسب جينسبيرغ، ففي الوقت الذي تلقت فيه لجنة حماية الصحفيين عروضا كبيرة للدعم والتضامن عندما قُتل صحفيون بأوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية، كانت ردود فعل وسائل الإعلام الدولية على استشهاد الزملاء الصحفيين في غزة في بداية الحرب ضعيفة في أحسن الأحوال، على حد وصفها.

لا عجب أن إسرائيل أصبحت الآن واثقة جدا من قتل الصحفيين، لدرجة أنها يمكن أن تعترف بقتل ستة صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام.

بواسطة رئيسة لجنة حماية الصحفيين

وأضافت جينسبيرغ أنه وفي بعض حالات الاستهداف البارزة مثل استشهاد الصحفي عصام عبد الله من وكالة رويترز، كررت بعض الحكومات دفاعها المعتاد عن حرية الصحافة، لكنها لم تصل إلى حد توجيه انتقاد جاد لإسرائيل، لافتة إلى أن الدول التي اتخذت أي خطوات ملموسة، من شأنها أن تجبر إسرائيل على تغيير مسارها، مثل وقف مبيعات الأسلحة أو تعليق الاتفاقيات التجارية، كانت قليلة.

نافذتنا على غزة توشك على الإغلاق

وتقول جينسبيرغ إن إدانة الصحفيين الأفراد وبعض غرف الأخبار أصبحت أكثر صراحة، مع استشهاد أكثر من 192 صحفيا في غزة، مستدركة “لكن من الصعب أن نرى، إذا كانت إسرائيل قادرة على القضاء على طاقم إخباري بأكمله دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكنا”، متسائلة “ما الذي سيوقف المزيد من استهداف الصحفيين؟”.

واختتمت جينسبيرغ مقالها بالتحذير من أن النافذة على غزة أصبحت محدودة بشكل كبير، منوهة إلى أنه ومع دخول إسرائيل المرحلة الأخيرة من هجومها على غزة، فإنها تخاطر الآن بإغلاقها تماما.

شاركها.
Exit mobile version