رغم استحواذه الكبير وسيطرته الميدانية على أغلب فترات اللقاء، خرج الاتحاد خاسرًا أمام الأهلي بنتيجة 1-0 في ديربي الغربية، في مباراة حملت الكثير من الدروس الفنية والرسائل التحذيرية داخل البيت الاتحادي. فالاتحاد امتلك الكرة، لكنه فقد الخطورة، فيما كان الأهلي أكثر تركيزًا وذكاءً في استغلال الفرص المحدودة التي سنحت له.
منذ بداية المباراة، فرض الاتحاد أسلوبه الواضح في السيطرة على مجريات اللعب، وبلغت نسبة استحواذه أكثر من 65%، بتمريرات متقنة وانتشار منظم في أرجاء الملعب. غير أن هذه السيطرة بقيت بلا فاعلية حقيقية أمام المرمى، إذ افتقد الفريق إلى اللمسة الأخيرة التي تُترجم الجهد إلى أهداف. ورغم المحاولات المتكررة من أطراف الملعب، فإن الكرات العرضية لم تجد من يتابعها، فيما غاب العمق الهجومي بشكل واضح.
الأهلي من جانبه تعامل بواقعية عالية، فاختار التكتل الدفاعي المحكم والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة. ومن إحدى هذه المرتدات، تمكن من تسجيل الهدف الوحيد الذي حسم اللقاء. أداء الأهلي اتسم بالهدوء والانضباط التكتيكي، فيما اعتمد لاعبوه على استغلال المساحات خلف دفاع الاتحاد الذي تقدم كثيرًا بحثًا عن التعادل.
المدرب سيرجيو كونسيساو حاول تنشيط الجانب الهجومي بإجراء تغييرات في الشوط الثاني، لكن الفريق استمر في تكرار الأخطاء ذاتها، من بطء في التحضير وضعف في الاختراق من العمق. كما عانى الفريق من غياب الحلول الفردية، حيث افتقد اللاعبون الجرأة في مواجهة الدفاع الأهلاوي المتماسك.
ورغم تفوق الاتحاد في الاستحواذ والإحصاءات الفنية، فإن الأداء العملي على أرض الملعب كشف عن سلبية مقلقة في تحويل السيطرة إلى فوز. فالفريق مرر كثيرًا، لكن دون تهديد فعلي للمرمى، وهو ما يعكس غياب الفاعلية الهجومية والتنظيم في الثلث الأخير من الملعب.
أما الأهلي، فقد لعب بذكاء دفاعي وحسابات دقيقة، فحقق المطلوب بأقل مجهود، وخرج بنقاط المباراة الثلاث أمام خصم قوي سيطر على كل شيء إلا النتيجة.
ختامًا، يمكن القول إن الاتحاد خسر المباراة لكنه لم يُهزم في الأداء، إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بالأهداف. فالفريق بحاجة إلى مراجعة شاملة في النجاعة الهجومية والتمركز الدفاعي، إن أراد العودة سريعًا إلى طريق الانتصارات. أما الأهلي فقد أكد أن الفوز لا يحتاج إلى الاستحواذ، بل إلى استغلال الفرص واللعب بواقعية وهدوء.
