تُعد الألغاز أداة فعالة لتعزيز صحة الدماغ والرفاهية النفسية، خاصة لكبار السن، لكنها جزء من نهج شامل يتضمن التغذية والحركة والتفاعل الاجتماعي لتأخير أعراض الخرف وتحسين جودة الحياة.

الألغاز تؤخر أعراض الخرف

وبحسب صحيفة «الغارديان» أوضحت أستاذة علم التشريح العصبي السريري بجامعة ساوثهامبتون الدكتورة روكسي كاراري، أن الأحجيات والألغاز تساهم في تأخير ظهور أعراض الخرف وتفاقمها، وليست علاجًا مباشرًا له.

وأشارت إلى أن الخرف هو مصطلح شامل يصف حالات تؤدي إلى تراجع الوظائف الإدراكية، وقد رُبطت بعض أنواعه بضعف إزالة الفضلات من الدماغ.

وأكدت كاراري أن أي نشاط عقلي، مثل حل الألغاز، يحفز تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن هذا النشاط، مما يساعد الأوعية الدموية على الانفتاح لتغذية الدماغ وإزالة السموم.

وأوضحت أن هذه العملية تتطلب جدران أوعية دموية مرنة، موضحة أن عوامل مثل الجينات، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والسكري، إلى جانب خيارات نمط الحياة مثل التدخين وسوء التغذية، يمكن أن تؤدي إلى تصلب هذه الجدران، مما يقلل كفاءة الدماغ في استقبال العناصر الغذائية وطرد السموم.

تعزيز تدفق الدم

وتوضح كاراري: «عندما تحل لغزًا، تُفعّل مناطق مختلفة من الدماغ مثل الرؤية، والتفكير الارتباطي، والذاكرة، مما يعزز تدفق الدم إلى هذه المناطق، حتى في الأوعية المتضررة قليلاً، ويساعد في الحفاظ على وظائفها».

كما أن هناك فوائد نفسية، خاصة لكبار السن، إذ تمنح الألغاز شعورًا بالإنجاز، مما يعزز الرفاهية. وإذا تم حلها مع آخرين، فإنها تقلل من الشعور بالوحدة، التي وصفتها كاراري بأنها «مدمرة للأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر».

توصية طبية

وتوصي كاراري بتبني نمط حياة يدعم صحة الدماغ، يشمل الحركة، والتغذية الجيدة، والأنشطة التي تُحفز أجزاء متعددة من الدماغ وتتضمن التفاعل الاجتماعي، مثل المشي، أو ممارسة الرياضة، أو زيارة المعارض.

وأكدت أنه بالنسبة للأشخاص المعرضين جينيًا للخرف، هذه الخيارات لن تمنع المرض، لكنها قد تؤخر ظهور الأعراض مقارنة بمن لا يتبعونها.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version