يعارض المسؤولون الإسرائيليون ضرورة السماح للصحفيين بالعمل بشكل مستقل داخل غزة.

استمرار منع الوصول على مدى عامين تقريبًا لا يهدف إلى حماية الصحفيين بقدر ما يهدف إلى منع التدقيق والمساءلة المناسبة للوضع في غزة.

إن آخر ما تريده إسرائيل هو أن يشهد الصحفيون ويوثقوا أفعالها في غزة.

حتى يوليو 2025، قُتل 217 صحفيًا في غزة على يد الإسرائيليين. وحتى 5 يونيو، قُتل 126 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في غزة على يد جيش الدفاع الإسرائيلي.

تتضح فائدة حظر الصحفيين في تجاهل العالم إلى حد كبير للعمليات العسكرية المستمرة، ولم يتبقَّ سوى رواية واحدة مباشرة لما يحدث في غزة، وهي رواية إسرائيل.

ومع الإدانات المتلاحقة لإسرائيل في حربها من قبل أكثر من جهة ومنظمة دولية لكن لا أحد يتحدث عن حرية الصحافة التي تبدو ترفاً في مقابل المجاعة والإبادة الجماعية.

قبل أيام (23 يوليو/‏2025)، دقّت أكثر من 100 منظمة ناقوس الخطر للسماح بدخول المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة.

لكنهم لم يتحدثوا عن حظر دخول الصحفيين الذين لو كانوا موجودين الآن في داخل غزة لكانوا مصابين بالهزال مثل سكانها، ولكان وقع ذلك أكبر على الضمير الإنساني.

وهذا ما حدث مع عمال الإغاثة الذين انضموا إلى طوابير الطعام، مُخاطرين بالتعرّض لإطلاق النار لمجرد إطعام أنفسهم. ومع نفاد الإمدادات تمامًا، تشهد المنظمات الإنسانية الدولية زملاء مهنتهم يتضورون جوعًا ويموتون أمام أعينهم وتحت أنظار العالم.

وأظن أن الكثير من الصحفيين الأحرار حول العالم يتساءلون عن مبررات هذا الحظر وصدى ذلك لدى الضمير الدولي الصامت، وهو أمر مستغرب جدًا، فلو كان الوضع مقلوبًا ومن منع دخول الصحفيين هو الجانب الفلسطيني لرأينا العجب.‏

أخبار ذات صلة

 

شاركها.