15/12/2024–|آخر تحديث: 15/12/202407:06 م (بتوقيت مكة المكرمة)
لقيت دعوات الحاخام الأكبر السابق والزعيم الروحي لحزب شاس إسحاق يوسف والتي دعا فيها الشباب المتدينين من اليهود الشرقيين (السفارديم) إلى عدم التطوع للتجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي، إدانات واسعة في إسرائيل، فيما أشعلت جدلا حول موقف الحكومة الإسرائيلية منها مقارنة بموقفها من دعوات مماثلة أصدرها المدعي العام الأسبق لإسرائيل.
وهوجمت تصريحات الحاخام من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة يائير لبيد، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس معسكر الدولة بيني غانتس، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان ، في حين اضطر حزب شاس لإصدار توضيحات لم تفلح في وقف الإدانات.
وفي مقطع فيديو نشره راديو كول تشاي يوم الخميس الماضي، سُمع يوسف وهو يقول: “ممنوع الذهاب إلى الجيش الإسرائيلي، حتى بالنسبة إلى أولئك العاطلين عن العمل”، وبرر ذلك بالقول إن المتدينين الذين ينخرطون في الجيش يصبحون علمانيين.
ومضى الحاخام في توضيح ما يمكن أن يحدث لطالب ديني يلتحق بالجيش الإسرائيلي، وقال “لقد درسوا في مدرسة “بورات يوسف الدينية”.. وعندما ذهبوا إلى الجيش انهاروا، وأصبحوا علمانيين، ثم تابوا”.
استدراكات
لكن المتحدث باسم شاس ذكر أن “كلمات الحاخام يوسف كانت تهدف إلى الحاجة الماسة لتوفير أطر مناسبة للشباب الأرثوذكسي المتطرف الذين يرغبون في التجنيد، ولا دعوة في كلماته للرفض”.
كما سعى عضو بارز في الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة إلى التوضيح بالقول “يفهم الحاخام إسحاق يوسف أن ضحايا التجنيد الإجباري المتشددين سيكونون، أولا وقبل كل شيء، من الرجال السفارديم، وهو يشكو من ذلك. ففي الآونة الأخيرة، شهدنا حملة لتجنيد نحو 5 آلاف سيتم اختيارهم بشكل أساسي من الشباب السفارديم الضعفاء وليس من الأولاد الأشكناز (اليهود الغربيين)”! وذلك في إشارة إلى حالة التمييز بين اليهود الشرقيين والغربيين في إسرائيل.
إدانات
وردا على ذلك، قال نتنياهو في تصريح له إن دعوة يوسف “باطلة وتستحق كل الإدانة”، وأضاف “لن نقبل عبارات التردد من أي جانب”.
وأشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أن ردة فعل نتنياهو على يوسف الذي يشارك حزبه في الحكومة الإسرائيلية، كانت مختلفة عن ردة فعله بالأمس على تصريحات المدعي العام الأسبق موشيه لادور التي طالب فيها الطيارين السابقين بالتوقف عن التطوع في الجيش الإسرائيلي، حيث دعا نتنياهو المستشار القانوني للحكومة التحرك ضده، وقال “يجب اتخاذ “إجراءات فورية ضد هذه الظاهرة الخطيرة”.
وكان لادور قال بالأمس تعليقا على الإصلاح القضائي الذي تدفع به الحكومة الإسرائيلية، “الطيارون الذين أنهوا خدمتهم العسكرية ويعملون كمتطوعين يجب أن يقولوا للدولة: تعملون على التحول إلى ديكتاتورية؟ لن أعود إلى قمرة القيادة”.
كما أدان رئيس المعارضة يائير لبيد هذه التصريحات، وقال “كل من دعا للتحقيق مع لادور يجب أن يدعو للتحقيق مع الحاخام يوسف”، وذلك في انتقاد واضح لامتناع نتنياهو عن توجيه دعوة للتحقيق مع الحاخام يوسف كما فعل مع المدعي العام الأسبق.
كما أدان هرتسوغ هذه التصريحات قائلا “أكرر إدانتي الشديدة لأي دعوة للرفض وعدم الإبلاغ وعدم التطوع.. الخدمة في الجيش الإسرائيلي امتياز كبير، والجيش الإسرائيلي هو لنا جميعا، وأي ضرر يلحق بها هو ضربة لأمن دولة إسرائيل ومواطنيها.
وأضاف “إذا كان هناك أي شخص لم يفهم هذا في 7 أكتوبر، فعليه أن يستيقظ على وجه السرعة وأن يتصرف بمسؤولية”.
شائنة وغير قانونية
وكتب بيني غانتس أن “الرفض والدعوات للتهرب من الخدمة العسكرية غير صالحة وخطيرة وغير شرعية، وحتى عندما يقول المدعي العام السابق ذلك، وحتى عندما يقول الحاخام الرئيسي السابق ذلك. يجب على الجميع خدمة الدولة”.
من جانبه، قال ليبرمان إن دعوات يوسف “شائنة وغير قانونية”، وأكد أنها تشكل “تمردا وضررا جسيما لوحدة الشارع”.
وأضاف “إن التصريحات مثل إلقاء أوامر التجنيد الإجباري في المرحاض، أو القول إنه: حتى العاطلون عن العمل لا يسمح لهم بالذهاب إلى الجيش. هي تمرد وضربة قاسية لوحدة الشعب والصمود الوطني. أدعو قادة شاس إلى إدانة وتنصل من كلمات الحاخام إسحاق يوسف”.
كما بدأت أصوات تدين تصريحات الحاخام تسمع داخل الائتلاف. وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا جاء فيه “إن تصريح الحاخام الأكبر السابق إسحاق يوسف غير مقبول ويستحق كل الإدانة. لن نقبل عبارات الرفض من أي جانب”.
وكتب وزير التعليم يوآف كيش على منصة إكس “تصريحات الحاخام يوسف غير ضرورية وفاضحة. من غير المعقول أن يضفي الحاخام الأكبر الشرعية على التهرب والرفض. بكلماته، يتسبب الحاخام في إلحاق ضرر جسيم بالمجتمع الإسرائيلي”.
كما كتب وزير الطاقة إيلي كوهين أيضا “دعوة الحاخام الأكبر السابق للتهرب غير مقبولة. الخدمة في الجيش الإسرائيلي امتياز كبير والتزام ضروري في الواقع الأمني”
وقدمت حركة الأمهات التي تنظم احتجاجات للمطالبة بالتوصل شكوى للشرطة ضد الحاخام يوسف بسبب تصريحاته ضد التجنيد الإجباري للأرثوذكس المتشددين.