في حادثة هزّت الرأي العام البريطاني وأثارت جدلاً واسعاً حول العزلة الرقمية، عُثر على جثة الشابة البريطانية شارلوت ليدر (23 عامًا) على سريرها بعد مرور نحو عام كامل على وفاتها، في شقتها بمدينة بولتون بمقاطعة مانشستر الكبرى.

المفاجأة الكبرى التي كشفتها التحقيقات كانت أن آخر محادثة أجرتها ليدر قبل وفاتها كانت مع برنامج الذكاء الاصطناعي (ChatGPT) الذي بدا أنه رفيقها الوحيد في أيامها الأخيرة.

ووفق تقرير شرطة مانشستر، تم العثور على الجثة في الـ6 من أغسطس الماضي أثناء فحص روتيني لشقتها بعدما فشل موظفو العقار في التواصل معها.

التحقيقات التي نُظرت أمام محكمة كورونر بولتون أظهرت أن الوفاة تعود إلى صيف عام 2024، إذ وُجدت أطعمة منتهية الصلاحية منذ يوليو من ذلك العام ورسائل بريدية متراكمة تشير إلى انقطاعها الكامل عن العالم الخارجي.

والبيانات الرقمية على حاسوبها الشخصي كشفت محادثة أخيرة بتاريخ 30 يوليو، كتبت فيها ليدر للذكاء الاصطناعي قائلة: «ساعدني، لقد ذهبت واشتريت طعاماً مرة أخرى». فأجابها البرنامج: «يبدو أنك تشعرين بتضارب بشأن تناول الطعام». لترد شارلوت بإحباط: «إنه طعام لم أكن أريده».

وقال المفتش بول كوين إن «تشات جي بي تي كان وسيلتها الوحيدة للتحدث، ولم تُسجل أي محادثات مع أشخاص حقيقيين»، مشيرًا إلى أن الشابة كانت منعزلة تماماً عن محيطها منذ عامين على الأقل.

وأكدت والدتها شانتاي سيم أن العائلة حاولت مرارًا التواصل معها منذ عام 2021 «لكنها انسحبت من الجميع ورفضت المساعدة».

وذكر القاضي المساعد ستيفن تيسدال أن ليدر كانت تعاني من اضطرابات نفسية ورفضت العلاج في عام 2022، ما أدى إلى «انسحابها من الحياة الاجتماعية بالكامل». وأضاف أن الشقة التي عُثر فيها على الجثة كانت نظيفة ومرتبة، ولا دلائل على الانتحار أو تعاطي مواد محظورة.

وأوضح الطبيب الشرعي أندرو كوتس أن الجثة كانت في حالة تحنيط طبيعي تشير إلى مرور نحو عام على الوفاة، ما دفع المحكمة إلى إصدار حكم مفتوح دون تحديد السبب الدقيق للوفاة.

ونعت عائلتها الراحلة بعبارات مؤثرة عبر مواقع التواصل قائلة: «كانت شارلوت روحًا طيبة، محبة للفن والموسيقى.. جميلة حتى في صمتها».

أخبار ذات صلة

 

شاركها.