وتحتوي المملكة على عددٍ من السلاسل الجبلية والمرتفعات التي تعبر عن الطبيعة الخلابة والتنوع الجيولوجي في مساحتها الشاسعة، مما يؤدي دوراً في تنمية السياحة الجبلية المستدامة، إذ شهدت المملكة تقدماً واسعاً في القطاع السياحي عبر إنشاء المواقع والمصايف الجبلية التي يزورها الناس من شتى بقاع الأرض ليتمتعوا بموروثاتها الأثرية ومعالمها التاريخية.
وفي منطقة تبوك، تعد الجبال والأراضي المرتفعة من أبرز وأهم الظواهر التضاريسية التي تحتضنها، فهي من أكبر الأقسام التضاريسية مساحة في المنطقة بتغطيتها لثلث مساحة المنطقة، حسب ما ورد في الموسوعة العلمية لجامعة تبوك، التي تكونت في الزمن الجيولوجي الثالث أثناء تكون أخدود البحر الأحمر كرد فعل لحركات التصدع المكونة للبحر، ثم قطعتها بعد ذلك عمليات التعرية المختلفة.
وتنفرد منطقة تبوك، بضمها للجبال ذات الارتفاعات الشاهقة التي تتجلى في عظيم صنع المولى عز وجل، وبتشكيلاتها الجيولوجية المختلفة الضاربة في أعماق التاريخ، حيث صخورها الجميلة الأخاذة بألوانها المتعددة تمثل قيمة اقتصادية مضافة، وجاذبة للاستثمارات والمشاريع الحالمة لتمثل وجهة سياحية طبيعية مميزة تنفرد بها المنطقة.
وتنقسم الجبال في منطقة تبوك إلى جبال (مدين) التي تمثل الجزء الشمالي من المرتفعات الغربية، وتوصف بشكل عام بأنها جبال معقدة متصلة، تزيد نسبة انحداراتها عن 60%، وتقع على تكوينات جيولوجية مختلفة، أما الجزء الشرقي منها فيقع على التكوينات الجيولوجية المؤلفة من الحجر الرملي متقاطع الطبقات، تمتاز باحتوائها على جبال شاهقة الارتفاع، لعل أبرزها جبل اللوز الذي يصل ارتفاعه إلى 2,580 متراً، ثم جبل الشَّيَاطِي بارتفاع يصل إلى 2,103 أمتار، إضافة لجبال زُهد وقناء، والهوارة، ونخلة.
فيما تأتي في الجزء الثاني من تكوينات المرتفعات بالمنطقة جبال «(الحجاز) الواقعة في الأجزاء الوسطى والجنوبية التي تتألف من جبال متصلة وعرة تزيد انحداراتها عن 60% قطعتها الأودية والشعاب المائية، كما غطت اللابة (حرَّتا الرَّحَا وعُوَيْرض) أجزاءها الشرقية، وتضم أجزاؤها المنخفضة المحصورة بين تلك الجبال ترباً ضحلة تكونت من مادة الأصل التي نشأت عن تجوية الصخور المؤلفة من الحجر الرملي والحجر الطمي والصلصال بما يعرف بتكوين منطقة تبوك، فيما تختلف الخصائص على جانبي جبال الحجاز، فيتميز الجانب الغربي بوجود سلسلة من الصدوع الدرجية أو السلمية التي تنحدر بشدة وبشكل فجائي نحو أراضٍ منخفضة متمثلة إما في سهل ساحلي منخفض أو في بطون أودية عميقة، في حين نجد الجانب الشرقي يتميز بقلة ارتفاعه وحدة تضاريسه وانحداراته التي تتدرج نحو أرض هضبية أقل ارتفاعاً من الجهة الشرقية، تبرز فيها مجموعة من السلاسل الجبلية المتصلة أو المنفردة مثل جبال الدبغ 2,315 متراً الواقعة في شمال شرق المويلح، وجبل شار 1,784 متراً في شمال ضباء، وجبال شيهوب 1,556 متراً في شرق الوجه.