في تطور علمي بارز، كشف باحثون في المعهد الوطني للشيخوخة التابع للمؤسسات الصحية الوطنية الأمريكية أن أدوية مستخدمة حالياً لعلاج السكري وفقدان الوزن، مثل «أوزيمبيك» و«ويغوفي»، قد تحمل آمالاً جديدة في مواجهة أمراض الشيخوخة الفتاكة، وعلى رأسها الألزهايمر وباركنسون.

أدوية التنحيف في معركة الدماغ

الدراسة التي نُشرت في مجلة Alzheimer’s & Dementia، أوضحت أن ناهضات مستقبلات GLP-1 أظهرت قدرة ملحوظة على تقليل الالتهاب العصبي وتحسين الوظائف الإدراكية في نماذج حيوانية تحاكي أمراض الدماغ التنكسية.

واستخدم الباحثون فئراناً معدلة جينياً لإظهار سمات الألزهايمر (تراكم لويحات الأميلويد بيتا وتلف الخلايا العصبية) وباركنسون (فقدان الخلايا الدوبامينية)، إلى جانب نماذج لإصابات الدماغ الناتجة عن الصدمات. وعند إعطائها عقار semaglutide، أظهرت انخفاضاً كبيراً في علامات الالتهاب العصبي وتحسناً في أداء الذاكرة وحركة أفضل مقارنة بالحيوانات غير المعالجة.

تصريحات الباحثين

وصفت الدكتورة جينيفر هولدر، الباحثة الرئيسية في الدراسة، النتائج بأنها «خطوة واعدة لإعادة توجيه أدوية موجودة بالفعل لمكافحة أمراض الشيخوخة الرئيسية».

أما الدكتورة يازو لي، عالمة الأعصاب المشاركة في البحث، فأكدت أن الفئران التي تلقت العلاج أظهرت «أدمغة أقل التهاباً، وقدرة أعلى على حل المتاهات»، لكنها شددت على أن العلاج «لم يُعد الحيوانات طبيعية فجأة، بل قلل فقط من حدة الأعراض».

الطريق إلى التجارب البشرية

وأشار الباحثون إلى أن مستقبلات GLP-1 موجودة أيضاً في الدماغ، وأن هذه الفئة من الأدوية تخضع حالياً لتجارب سريرية لفحص تأثيرها المباشر على البشر، خصوصاً في ما يتعلق بالتدهور الإدراكي.

ويأتي هذا في وقت يواجه العالم تحدياً متنامياً مع أمراض الشيخوخة، إذ يُقدر أن أكثر من 55 مليون شخص مصابون بالألزهايمر وحده، مع توقع تضاعف العدد بحلول عام 2050.

آمال وحذر

أثارت الدراسة حماسة واسعة في المجتمع الطبي، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن النتائج قد تسرع في تطوير علاجات جديدة لأمراض تُكلف الاقتصاد العالمي تريليونات الدولارات سنوياً. ومع ذلك، شدد خبراء على ضرورة انتظار بيانات بشرية صلبة لتأكيد الفعالية، خصوصاً أن أدوية GLP-1 قد تُسبب آثاراً جانبية مثل الغثيان وفقدان الشهية.

وبينما يستمر البحث، يرى الأطباء أن هذه النتائج قد تمثل بداية «ثورة صامتة» في علاج أمراض الشيخوخة التي ظلت عصيّة على الطب لعقود.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version