حث رئيس وكالة حماية البيئة الأميركية لي زيلدين إدارة الرئيس دونالد ترامب سرا على إلغاء نتائج علمية كانت منذ فترة طويلة تمثل القاعدة الرئيسية لجهود مواجهة تغير المناخ، وفق ما أكدته اليوم الخميس صحيفة واشنطن بوست.
وفي تقرير قدمه إلى البيت الأبيض، دعا مدير وكالة حماية البيئة إلى إعادة صياغة النتائج التي توصلت إليها الوكالة وحددت أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري في كوكب الأرض تهدد الصحة العامة والرفاهية، بحسب 3 مصادر نقلت عنهم الصحيفة.
وتطالب التوصية بإعادة صياغة نتائج تم التوصل إليها عام 2009، بموجب قانون الهواء النظيف الذي يمثل الأساس القانوني للعديد من اللوائح المتعلقة بالمناخ، بما فيها تلك الخاصة بالسيارات ومحطات الطاقة ومصادر التلوث الأخرى.
وأكدت النتائج -التي يطالب زيلدين بإعادة النظر فيها- أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تشكل تهديدا للصحة العامة والرفاهية.
تماشيا مع أمر ترامب
ورفض متحدث باسم وكالة حماية البيئة الكشف عن ماهية توصية زيلدين التي صدرت الأسبوع الماضي بموجب أمر تنفيذي من ترامب، مما أثار تساؤلات حول الشفافية في ظل رفض إيضاح التفاصيل.
وفيما رحب حلفاء صناعة الوقود الأحفوري بالخطوة، حذر العلماء والحقوقيون من أن طلب زيلدين يشكل سابقة مهمة لأنها قد تؤدي إلى إضعاف الجهود الأميركية لمكافحة تغير المناخ.
وقد وجه الأمر التنفيذي، الذي صدر في اليوم الأول من تولي ترامب منصبه، وكالة حماية البيئة بتقديم تقرير “عن قانونية واستمرار تطبيق” نتائج البحث عن خطر الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
كذلك تعكس خطوة زيلدين توجه إدارة الرئيس نحو تخفيف القيود البيئية على الصناعات، وهو ما كان أحد وعود ترامب الانتخابية.
يذكر أنه بولاية ترامب الأولى، قدم المتشككون في علم المناخ عريضة تطلب من وكالة حماية البيئة إلغاء تقرير نتائجها الذي اعتمد عليه لصياغة قانون الهواء النظيف، لكن محامي الوكالة رفضوا تلك العريضة آخر يوم لترامب في منصبه عام 2021.
ويأتي ذلك في ظل انسحاب إدارة ترامب من اتفاقية باريس للمناخ ومنع العلماء الأميركيين من حضور الدورة 62 للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بالصين والتي يصدر عن مباحثاتها تقرير يوجه سياسات مكافحة الاحتباس الحراري عالميا.
وتعتقد إدارة ترامب أن القوانين البيئية، مثل تلك التي تحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، تشكل عبئا على الصناعات الأميركية، خاصة في قطاعات النفط والغاز والفحم والسيارات.