Published On 8/9/2025
|
آخر تحديث: 18:39 (توقيت مكة)
ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بما سماه “القتل الجماعي” للفلسطينيين على يد إسرائيل، محذرا من أن الأدلة على ارتكاب جرائم حرب تتزايد بشكل مقلق، وقال إنه يتعين مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وأضاف في كلمته الافتتاحية أمام الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أن ما يجري في غزة “يصدم ضمير العالم”، مشيرا إلى أن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية أدت إلى تجويع المدنيين ووفاة مئات بسبب سوء التغذية، بينهم عشرات الأطفال.
وشدّد تورك على أن إسرائيل مطالبة بتفنيد هذه الأدلة أمام محكمة العدل الدولية، في إشارة إلى الالتزامات القانونية المترتبة على تل أبيب بموجب قرارات دولية سابقة.
وعبر المسؤول الأممي عن فزعه مما وصفه “بالاستخدام العلني لخطاب الإبادة الجماعية” و”التجريد المشين لإنسانية” الفلسطينيين من جانب كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وقال “القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين في غزة على يد إسرائيل وما سببته من معاناة لا توصف ودمار شامل وعرقلتها وصول المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح وما يترتب على ذلك من تجويع المدنيين، وقتلها للصحفيين، وارتكابها جرائم حرب الواحدة تلو الأخرى كلها أمور تصدم ضمير العالم”.
وحذر تورك من أن “اتجاهات مقلقة”، تشمل تمجيد العنف وانسحاب بعض الدول من النظام متعدد الأطراف، تقوض حقوق الإنسان والنظام الدولي في جميع أنحاء العالم. وقال “قواعد الحرب تنتهك، دون أي مساءلة تذكر”.
في المقابل، اتهمت إسرائيل تورك بعدم الاهتمام بما وصفتها “الحقائق والتعقيدات”. وقال مندوبها لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون في بيان “بدلا من التطرق إلى حقوق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمان وإلى الإجراءات الواسعة التي اتخذتها إسرائيل للتخفيف من معاناة المدنيين التي تسببت بها حماس في غزة، يواصل المفوض السامي نشر خطاب يحمل افتراءات”.
ويعيش مئات الآلاف من سكان غزة في ظروف مأساوية وسط الركام، بعد تدمير معظم البنية التحتية المدنية، وانعدام المواد الغذائية والطبية، وإغلاق شامل للمعابر منذ أشهر.
وتشير تقارير أممية إلى أن جزءا كبيرا من القطاع دخل فعليا في مرحلة المجاعة، في حين لا تزال المساعدات الإغاثية مكدسة على الحدود دون السماح بدخولها بشكل منتظم.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أميركي، إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد.