تفاعل عربي واسع مع إعلان الحوثيين فرض “حصار جوي” على إسرائيل

أثار إعلان القوات المسلحة التابعة لجماعة “أنصار الله الحوثي” في اليمن عن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل، موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، خاصة بعد الهجوم الذي استهدف مطار بن غوريون، ووُصف إسرائيليا بأنه “كارثي”.

واعتبر ناشطون أن الخطوة اليمنية تأتي امتدادا للحصار البحري الذي فرض سابقا على السفن المرتبطة بإسرائيل، وهو ما جعلهم يرون فيها تصعيدا إستراتيجيا مزدوجا، يهدف إلى عزل إسرائيل عن محيطها الجوي والبحري في آن واحد.

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت، أمس الأحد، عن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل، ردا على توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، في حين أشارت نتائج تحقيقات سلاح الجو الإسرائيلي إلى وجود خلل في الصاروخ الاعتراضي، وليس في بطارية منظومة حيتس الإسرائيلية.

وقال الناطق العسكري باسم أنصار الله (الحوثيين)، العميد يحيى سريع، إن جماعته ستعمل على فرض الحصار بتكرار استهداف المطارات، خاصة مطار اللد المسمى مطار بن غوريون الدولي.

ودعا سريع جميع شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها إلى مطارات إسرائيل حفاظا على سلامة طائراتها، مشددا على أن “اليمن لن يقبل باستمرار الاستباحة التي يحاول العدو فرضها من خلال ضرب البلدان العربية”.

في هذا السياق، قال الناشط أدهم أبو سلمية إن هذا التطور يُعد مهما جدا في ظل توسيع العدوان الإسرائيلي على غزة، ويعيد الضغط إلى قلب الكيان الإسرائيلي، من خلال استهدافه اقتصاديا، وليس فقط عسكريا.

من جهة أخرى، اعتبر مدونون أن القرار ليس مجرد ضربة عسكرية، بل هو “صفعة اقتصادية مدروسة” تعيد تعريف خطوط النار في الإقليم، وتعيد تل أبيب إلى خارطة الخوف والاشتعال.

أما الكاتب السياسي والإعلامي الفلسطيني فايد أبو شمالة، فرأى أن تحذير الحوثيين الصريح لشركات الطيران العالمية، يكشف نية واضحة لاستهداف مطار بن غوريون ضمن الرد العسكري.

وأشار إلى أن هذا التصعيد قد يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى طلب دعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ظل التحديات التي فرضتها الجبهة اليمنية الجديدة.

بينما شدّد مغرّدون على أن الاحتلال وأميركا لم ينجحا في وقف الهجمات البحرية، رغم إسقاط طائرات مسيّرة وهجمات صاروخية طالت حاملات طائرات، متسائلين: “فما بالكم الآن بعد انتقال المعركة إلى الجو؟”.

كما وصف مغردون آخرون هذا القرار بأنه “تاريخي بامتياز”، مؤكدين أن اليمن الحرّ المستقل لن يقبل بحالة الاستباحة التي يحاول العدو فرضها عبر استهداف لبنان وسوريا.

وأشار مدونون إلى أن اليمن، الذي فرض حصارا بحريا لمدة عامين، ومنع تدفّق آلاف الأسلحة ومليارات الدولارات، يعلن اليوم حصارا جويا على إسرائيل.

وأكدوا أن هذا التحرك يُعد إثباتا واضحا أن الشرف مسألة قرار، والكرامة مبدأ، وأن ثمنهما غالٍ، لكنه لا يساوي شيئا أمام كرامة الشعوب الحرة.

وأجمع عدد من النشطاء على أن اليمن يمثل قوة راسخة في التاريخ، وعبقرية بارزة في الجغرافيا، مؤكدين أن التاريخ سيسجّل له موقفه الثابت في دعم غزة منذ اللحظات الأولى للعدوان، من دون أن يتخلّى عنها، رغم بُعد المسافة ومحدودية الإمكانيات المادية.

وأشاروا إلى أن اليمن قدّم نموذجا فريدا في الشجاعة والعزيمة والإقدام، تمثّل في فرض حصار فعّال، وتوجيه ضربات موجعة للكيان الإسرائيلي، في سابقة لم يشهدها التاريخ.