اندلعت حرب تجارية عالمية شرسة، اليوم (الأربعاء)، بعد أن بدأت الرسوم الجمركية الشاملة التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على عشرات الدول حيز التنفيذ، ما أشعل فتيل ردود فعل انتقامية متسارعة من الصين والاتحاد الأوروبي.
وفي خطوة تصعيدية، أعلن الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بقيمة 21 مليار يورو (23.2 مليار دولار)، رداً على الرسوم الأمريكية التي فرضت في مارس الماضي بنسبة 25% على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية.
وقد حظيت هذه العقوبات بموافقة أغلبية الدول الأعضاء الـ27، على أن يبدأ تطبيق بعضها اعتباراً من منتصف أبريل، مستهدفة منتجات إستراتيجية من ولايات أمريكية حساسة سياسياً مثل فول الصويا والماس والدراجات النارية.
وأعلن ترمب (الأربعاء)، رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 125%، مضيفاً أن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ فوراً.
وجاء قرار ترمب وسط تصاعد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ ردت بكين، (الأربعاء)، بفرض رسوم جمركية نسبتها 84% على السلع الأمريكية، رداً على رسوم جمركية 104% أعلنت واشنطن في وقت سابق فرضها على السلع الصينية.
وكتب ترمب على «تروث سوشال»، أنه نظراً إلى نقص الاحترام الذي أظهرته الصين تجاه أسواق العالم، أُعلن رفع التعريفة الجمركية المفروضة على الصين من قبل الولايات المتحدة إلى 125%؛ مضيفاً أن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ فوراً.
وتابع: «في مرحلة ما، ونأمل أن تكون في المستقبل القريب، ستدرك الصين أن أيام استغلال الولايات المتحدة ودول أخرى لم تعد قابلة للاستمرار أو القبول».
وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من دخول الجمارك الأمريكية الشاملة حيز التنفيذ، ما يعكس تصاعداً غير مسبوق في التوترات التجارية.
أخبار ذات صلة
وفي الولايات المتحدة بدأت الرسوم الجمركية المتبادلة على 60 دولة، إلى جانب رسوم أساسية بنسبة 10%، ما أثار مخاوف من تداعيات اقتصادية وخيمة.
ويرى ترمب أن هذه السياسات ستعيد تشكيل الاقتصاد العالمي لصالح أمريكا وتؤسس نظاماً تجارياً عادلاً، بينما يحذر خبراء اقتصاديون من أنها قد تؤدي إلى تفكك التحالفات الدولية وركود اقتصادي عالمي.
ووفقاً لتقديرات مختبر الميزانية في جامعة ييل، ستُكلف الرسوم الجمركية الأسرة الأمريكية المتوسطة نحو 3800 دولار سنوياً، مع تأثير أكبر على الأسر الأفقر.
وشهدت الأسواق العالمية هزات عنيفة، وخسرت تريليونات الدولارات، وتهافت المواطنون على تخزين السلع الأساسية تحسباً لارتفاع الأسعار.
من جانبه، دعا وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي الشركات إلى تعليق استثماراتها في أمريكا، محذراً من حالة ارتباك شديد، بينما أشار وزير المالية الألماني يورج كوكيس إلى مخاطر ركود اقتصادي جديد في أوروبا.
وفي الصين تعهدت شركات حكومية بتدخلات لدعم أسواق الأسهم المتضررة من الاضطرابات.