تشهد بنغلاديش حالة تأهب قصوى بعد تزايد حدة المواجهات بين الطلبة وقوات الأمن، احتجاجا على نظام التوظيف، وأطلقت الشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين و حظرت التجمعات في العاصمة دكا، واعتقلت زعيم معارض على خلفية التظاهرات التي راح ضحيتها 50 قتيلا.
واندلعت مواجهات جديدة في العاصمة دكا وقطع الطلاب المحتجون الطرقات في منطقة باناني التجارية الراقية. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في عدة أماكن في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وقال شهود عيان إن عناصر حرس الحدود أطلقوا النارعلى حشد يضم أكثر من 1000 متظاهر تجمعوا خارج المكتب الرئيسي لتلفزيون بنغلاديش الذي تديره الدولة اليوم، والذي تعرض للهجوم وإضرام النار فيه من قبل المتظاهرين أمس الخميس.
وحسب الشهود أطلق حرس الحدود النارعلى الحشد بالبنادق والقنابل الصوتية، فيما أطلق ضباط الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وتناثر الرصاص في الشوارع التي بدت عليها آثار الدماء.
وقال فاروق حسين المتحدث باسم شرطة دكا “إن 100 شرطي أصيبوا خلال الاشتباكات أمس كما تم إحراق نحو 50 مركزا للشرطة”.
وأعلنت الشرطة حظرا لمدة يوم على كل التجمعات في العاصمة دكا الجمعة، حسبما أكد المفوض حبيب الرحمن الذي قال “حظرنا جميع التجمعات والمسيرات واللقاءات العامة في دكا اليوم” مضيفا أن القرار جاء حرصا على “أمن المواطنين”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الشرطة اليوم قوله إن الشرطة اعتقلت روح الكبير رضوي أحد قادة الحزب القومي البنغلادشي المعارض مضيفا أنه يواجه “مئات القضايا” من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وحذرت الشرطة من أنه إذا استمرت أعمال العنف “سنضطر إلى تطبيق القانون إلى أقصى الحدود”.
ضحايا
وخلال الأسبوع تحولت التظاهرات التي انطلقت مطلع يوليو/ تموز الجاري للمطالبة بإنهاء نظام الحصص في التعيينات في القطاع العام إلى اشتباكات عنيفة خلفت 50 قتيلا وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأصيب أكثر من 700 شخص أمس الخميس في اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين بينهم 104 من عناصر الشرطة و30 صحفيا وفقا لقناة “اندبندنت تليفجن” المستقلة التي قالت إن 26 من أقاليم البلاد الـ64 سجلت وقوع صدامات.
وظلت خدمات الإنترنت وبيانات الهاتف المحمول معطلة في العاصمة دكا اليوم، ولم يتم تحميل منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتساب.
وقال بيان صادر عن هيئة تنظيم الاتصالات في البلاد إنهم لم يتمكنوا من ضمان الخدمة بعد أن تعرض مركز البيانات الخاص بهم لهجوم أمس من قبل المتظاهرين، الذين أشعلوا النار في بعض المعدات.
إصرار
من جهته أعلن آصف محمود أحد منسقي الاحتجاجات، أنهم أعلنوا وقف العمل في أنحاء البلاد، وأنه لن يسمح لجميع المؤسسات والمنظمات بالعمل باستثناء المستشفيات وخدمات الطوارئ.
وكان الطلبة قد دعوا إلى الإضراب الشامل، وتوقفت على أثر ذلك خطوط المواصلات في البلاد بعد أن دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثالث.
ويقول الطلاب إن نظام التوظيف غير عادل حيث يخصص نحو ثلث الوظائف لأبناء وأحفاد من قاتلوا في الحرب مع باكستان عام 1971، التي بنهايتها استقلت بنغلاديش.
وسلطت الفوضى الناتجة عن الاحتجاجات الضوء على التصدعات في الحكم والاقتصاد في بنغلاديش والإحباط الذي يشعر به الخريجون الشباب الذين يواجهون نقص الوظائف الجديدة.
وعلى الرغم من نمو فرص العمل في بعض أجزاء القطاع الخاص، إلا أن الكثير من الناس يفضلون الوظائف الحكومية لأنها تعتبر أكثر استقرارًا وربحًا. ولكن ليس هناك ما يكفي – ففي كل عام، يتنافس حوالي 400 ألف خريج على حوالي 3000 وظيفة في امتحان الخدمة المدنية.