شدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، على وجوب استعداد أوروبا وتعزيز سياستها الدفاعية لمواجهة الحقائق الجيوسياسية التي قد تتغير بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.
وكان بوريل يتحدث خلال جلسة عامة للبرلمان الأوروبي عقدت في بروكسل الأربعاء، حول تأثير نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي حديثه نيابة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، أفاد بوريل أن التغيير في الولايات المتحدة سيؤثر على الديناميكيات العالمية، وأن هذا الوضع سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأكد أنه -ورغم الرسائل التي وجهها ترامب خلال الحملة الانتخابية والتي يمكن أن تضع الاقتصادات والعلاقات عبر الأطلسي في موقف صعب- فإنه قد يتبع سياسة مختلفة عندما يتولى منصبه، وأشار إلى أنه لذلك لا ينبغي التكهن حول المستقبل.
وأضاف، لا أستطيع التكهن بالخطوات التي سيتخذها الرئيس ترامب، كل ما يمكنني قوله هو أنه يجب علينا أن نكون مستعدين لما قد يحدث، وأن نبقى هادئين ويقظين، يجب ألا نعطي الانطباع بأننا مشلولون.
وأشار بوريل إلى الزيادة البطيئة في الإنفاق الدفاعي في أوروبا منذ ولاية ترامب الأولى (2017 – 2021)، منوها إلى أن “إعادة انتخاب ترامب يجب أن تكون أمرا يوضح أننا بحاجة إلى تعزيز أمننا وأخذ مصيرنا بأيدينا”.
وشدد على أن هذه ليست نهاية العالم، بل بداية عالم مختلف، ودعا بوريل الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد والتكيف مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة.
أوكرانيا وحلف الناتو
أما بخصوص أوكرانيا وحلف الناتو، فشدد بوريل على أن أوروبا يجب أن تفي بوعودها من خلال مواصلة دعمها لأوكرانيا، وإذا لزم الأمر استخدام الدخل من الأصول الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يظل اتحادا اقتصاديا يعتمد فقط على حلف شمال الأطلسي للدفاع عنه، بل يجب عليه بدلا من ذلك تعزيز بوصلته الإستراتيجية، والاضطلاع بدور عسكري مكمل لحلف شمال الأطلسي، والتأكد من قدرة أوروبا على حماية مصالحها الأمنية بشكل مستقل.
وأعرب النواب الليبراليون ويمين الوسط الذين تحدثوا في الجلسة عن عدد من المخاوف بشأن التغييرات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والأمن والتعاون الاقتصادي، ودعوا إلى تعزيز استقلال أوروبا الاقتصادي والعسكري والإستراتيجي للتغلب على هذه التحديات.
من ناحية أخرى، أعرب نواب من أقصى اليمين عن ارتياحهم لفوز ترامب في الانتخابات، واعتبروا أن انتخابه يجب أن يكون قدوة لأوروبا.
وفاز المرشح الجمهوري ترامب على منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، في السباق الرئاسي الأميركي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وحصل على 295 صوتًا في المجمع الانتخابي حاليًا، وهو أعلى بكثير من 270 صوتا المطلوبة.