اليوم؛ يركز النظام التعليمي في معظم الأحيان على منح الطلاب قاعدة علمية قوية تؤهلهم للحصول على شهادات أكاديمية مرموقة، إلا أن هذا التركيز قد يغفل جانباً أساسياً، وهو إعداد الطلاب لمواجهة الحياة العملية بمهارات مالية عملية، مثل إدارة الموارد المالية واستثمارها بذكاء. وبإضافة هذه المهارات يمكننا تمكين الشباب من تحقيق توازن بين التحصيل العلمي والنجاح المالي، مما يساعدهم على النجاح في مجالات متعددة.
بحكم تجربتي كأستاذ جامعي في المحاسبة؛ أرى أنه يمكننا إثراء المناهج التعليمية بدروس عملية حول إدارة الثروات الشخصية والاستثمار في الأصول المدرة للدخل. فعلى سبيل المثال: تعليم الطلاب كيفية الاستثمار في الأصول التي تدر دخلاً مستمراً؛ مثل: العقارات أو الأسهم أو المشاريع التجارية، وهذا يمثل إضافة قيّمة لمعارفهم النظرية، ويساعدهم على تطوير فهم شامل لأساليب بناء الثروة وتنوع مصادر الدخل.
المهارات المالية لا تتوقف فقط عند الاستثمار؛ فالتوعية بالمسؤولية المالية، مثل: إدارة النفقات والتحكم في الديون، لا تقل أهمية. تعلُّم هذه المهارات يساعد الشباب على اتخاذ قرارات مالية واعية، وبناء عادات مالية صحية، كما يعزز قدرتهم على مواجهة أي تحديات مالية مستقبلية. فالاستثمار والتخطيط المالي ليسا فقط لتحقيق الربح، بل هما جزء من بناء مرونة مالية تتيح للشباب التعامل مع الحياة بثقة واستقرار. ومن المهم هنا أن تكون هذه الدروس تدريجية ومصممة حسب المراحل العمرية المختلفة، لضمان استيعاب الطلاب هذه المفاهيم بشكل سلس ومدروس.
إن دمج المهارات المالية الأساسية مع التعليم الأكاديمي لا يعد ترفاً، بل هو استثمار في قدرات الشباب وإعدادهم لمواجهة التحديات المالية بثقة وكفاءة، وإضافة مفاهيم مثل: الاستثمار الشخصي، إدارة الأموال.
التخطيط المالي إلى المناهج الدراسية يمثل خطوة نحو بناء جيل واعٍ، لديه الأدوات اللازمة لتحقيق توازن بين النجاح المهني والاستقرار المالي.