في خطوة فنية تتحدى رموز العنف وتحولها إلى رسائل سلام، كشفت تركيا عن تمثال ضخم للذئب الرمادي – الرمز الوطني التركي – في صالة العروض الرئيسية لمركز أتاتورك الثقافي بإسطنبول، مصنوع بالكامل من المواد المتبقية من إنتاج الأسلحة والذخائر العسكرية.
ويجسد العمل الفني، الذي يبلغ ارتفاعه 3 أمتار ويزن أكثر من 500 كيلوغرام، «الذئب الرمادي» في وضعية وقوف مهيبة، مع تفاصيل دقيقة لعينيه اللامعتين وفرائه الخشن، لكنه مصنوع من أجزاء معدنية مستعملة مثل قذائف مدفعية، وأنابيب أسلحة، وقطع معدنية من مصانع الدفاع التركية.
تحويل الدمار إلى حارس للسلام
ووصف الفنان التركي، أورهان أكار، الذي صمم التمثال، العمل بأنه «تحويل الدمار إلى حارس للسلام»، مشدداً على أن «الذئب، رمز قوتنا التاريخي، يصبح هنا صوتاً ضد الحروب التي أنتجت هذه المواد».
وتم الكشف عن التمثال خلال معرض فني بعنوان «من البارود إلى السلام»، الذي يستمر حتى نهاية الشهر، حيث يجمع بين أعمال فنية تركية وعالمية تستخدم مواد عسكرية مستعملة لنقد النزاعات، ووفقاً لإدارة مركز أتاتورك الثقافي، تم الحصول على المواد من خلال شراكة مع مصانع الدفاع التركية مثل «آسيلسان» و«روكيتسان»، التي تبرعت ببقايا الإنتاج غير المستخدمة بعد فحصها للتأكد من سلامتها.
واستغرقت العملية 6 أشهر، بمساعدة 12 حرفياً، إذ إن كل جزء من التمثال يحمل قصة: الفراء مصنوع من أسلاك تفجيرية، والأنياب من رؤوس قذائف، والقاعدة من ألواح دروع.
ويُعد الذئب الرمادي رمزاً وطنياً عميق الجذور في الثقافة التركية، مستمداً من الأساطير التركية القديمة مثل أسطورة «أسينا» ويمثل هذا الرمز القوة، والاستقلال، والروح التركية، وأصبح رسمياً حيواناً وطنياً لتركيا في عهد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية عام 1923، الذي رآه تجسيداً للصمود التركي.
أخبار ذات صلة