في واقعة تبدو كأنها من فيلم درامي، كشفت نتائج اختبار الحمض النووي في النمسا عن خطأ طبي نادر وقع قبل 35 عاماً، حيث تم تبديل طفلتين عند الولادة في مستشفى جامعة غراتس، ما سمح بلقاء الابنتين لأول مرة في حياتهما، إضافة إلى لقاء كل منهما بوالديها البيولوجيين.
وبحسب تفاصيل الواقعة التي كشفت عنها وسائل إعلام في النمسا، فإن الطفلتين، دوريس غرونوالد وجيسيكا باومغارتنر، ولدتا مبكرتين في نهاية أكتوبر 1990 بالوزن نفسه، واضطرتا للبقاء في حضانات وأسرّة مدفأة أياماً أولى بعيداً عن أميهما، ما سهّل وقوع الخطأ أثناء نقل الطفلتين بين الأقسام.
واكتشفت إحداهما (جيسيكا) الأمر في 2012 أثناء تبرعها بالدم، إذ لم تتطابق فصيلة دمها مع والديها التربويين، ما دفعها إلى البحث عن أصولها البيولوجية لمدة 13 عاماً.
أما الأخت الثانية (دوريس) فقد اكتشفت الحقيقة قبل أسابيع قليلة أثناء حملها، عندما تبين أن فصيلة دمها مختلفة عن المتوقع، وربطت الأمر بقضية تبديل أطفال غير محلولة في المستشفى.
وبعد التواصل بينهما، أكد اختبار الحمض النووي الخطأ، ما أدى إلى لقاء عائلي مؤثر جمع الطفلتين السابقتين بأسرتيهما الحقيقيتين، وفق تقارير وسائل إعلام نمساوية.
وأعرب مدير العمليات في المستشفى، غيبهارد فالتسبيرغر، عن أسفه العميق للخطأ، مشيراً إلى أن المستشفى عرض اختبارات «DNA» مجانية على المتضررين المحتملين، لكن القضية لم تُحل إلا الآن.
وفي 2018، حصلت إحدى العائلات على تعويض قضائي، لكن الاكتشاف النهائي جاء بعد سنوات من الشكوك غير المؤكدة، ما يبرز كيف أصبحت اختبارات «DNA» أداة حاسمة في حل ألغاز الهوية العائلية.
ووصفت الفتاتان اللقاء الأول بينهما بأنه شعور مختلط بين الدهشة والفرح، فقالت إحداهما: «يُشعِر الأمر وكأن لي أختاً طوال 35 عاماً، إنه مخيف وجميل في الوقت ذاته»، بينما قالت الأخرى: «إنه شعور رائع لا يوصف، وكأننا اكتشفنا جزءاً مفقوداً من حياتنا».
أخبار ذات صلة