وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن المقترح يتناقض مع مفهوم التعايش السلمي بين دولتين ذات سيادة؛ إسرائيل وفلسطين، وشدد على أن أيّ تهجير قسري لفلسطينيي غزة «غير مقبول».
يأتي ذلك، فيما يجري وفداً من حماس برئاسة محمد درويش، محادثات مع مسؤولين مصريين؛ بينهم مسؤولو ملف المفاوضات في المخابرات المصرية. ويمهّد الاجتماع المرتقب لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة؛ الذي تشير التقارير إلى أنها ستبدأ الأسبوع القادم في العاصمة القطرية الدوحة.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إنهم جاهزون لدعم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، مبيناً أنه سيتم إعادة نشر بعثة المراقبة في معبر رفح.
وفي تأكيد جديد إلى هشاشة الهدنة، أكد مسؤولون في مستشفى فلسطيني أن سائق جرافة قُتل بصاروخ إسرائيلي على الطريق الساحلي (غربي مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة)، وهو ثالث خرق لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أمس، أنه تم انتشال رفات 14 قتيلاً من منطقة الزهراء وسط قطاع غزة، فيما أوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قناصاً إسرائيلياً استهدف سيارة إسعاف تابعة للجمعية أثناء تأديتها مهمة عاجلة في تل السلطان غربي رفح.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 48 قتيلاً؛ بينهم 37 تم انتشالهم و80 مصاباً خلال 48 ساعة، مؤكدة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 47,354 قتيلاً و111563 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023.
وتتواصل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، وقدرت حماس عدد العائدين بنحو 300 ألف نازح. وأفصح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 90% من العائدين يفتقرون إلى منازل تؤويهم، مؤكداً أن شمال القطاع المدمر يعاني من نقص حاد في الإمكانيات اللازمة لاستقبال النازحين، داعياً إلى تقديم مساعدات عاجلة تشمل توفير الخيام للإيواء.
وبات معظم قطاع غزة ركاماً بعد أكثر من 15 شهراً من حرب التقتيل والإبادة الجماعية، وقال المكتب الإعلامي إن العائدين إلى الشمال يحتاجون إلى ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوى، وهم يحاولون إعادة بناء حياتهم عند أطلال منازلهم.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن قيادي في حماس تأكيده أن غزة لا تعاني فراغاً إدارياً، معلناً تأييده تشكيل حكومة يتوافق عليها الفلسطينيون.
ولا يزال عشرات الآلاف من الفلسطينيين يتدفقون على الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى شمال قطاع غزة (الإثنين)، وسط مشاعر متناقضة من الفرح بالعودة إلى ديارهم، والحزن من تحويل منازلهم إلى أنقاض.
ونزح نحو 650 ألف فلسطيني من شمال غزة خلال الحرب؛ التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.