يُعتبر برنامج خدمات حديثي الولادة من البرامج الوطنية الرائدة التي تعكس توجهات رؤية المملكة 2030 في توفير كافة سبل الرعاية للأطفال حديثي الولادة في مناطق المملكة كافة، وخصوصاً الأطفال الخدّج الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية المتمثلة في قصور الجهاز المناعي وعدم اكتمال نمو الرئة، ما يعرضهم لمخاطر التنويم في المستشفيات الأمر الذي قد يسبب المزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية المختلفة. لذلك، يهدف البرنامج إلى تطوير الخدمات المقدمة للأطفال حديثي الولادة على ثلاثة محاور هي: الحماية من الفايروس التنفسي المخلوي، الحماية من مشاكل ضعف السمع، والحماية من مخاطر أمراض القلب.
وفي هذا الصدد أكد الدكتور علي المدير، أستاذ مساعد لطب الأطفال وحديثي الولادة في جامعة الملك سعود في الرياض ورئيس برنامج خدمات حديثي الولادة في وزارة الصحة أن البرنامج أُسس ليطور الخدمات التي تقدم الرعاية للأطفال حديثي الولادة في قطاع وزارة الصحة ويعنى بعدة محاور منها الوقاية، وتسهيل الوصول، وتوفر الخدمة للرعاية في كل مناطق الرعاية بالمملكة العربية السعودية، وكذلك يعنى بتدريب الممارسين في هذا التخصص وتحسين الاداء والجودة لكل ما يتعلق بتقديم الرعاية للأطفال حديثي الولادة.
ونوّه الدكتور علي المدير إلى أن الأطفال حديثي الولادة يعانون من مخاطر عدة بعضها يتعلق بالأمراض المصاحبة للسيدة الحامل في الحمل كالضغط والسكري والسمنة، وبعضها يتعلق بأمراض مصاحبة للجنين كالاعتلالات الجينية الخلقية، وجزء يتعلق بوقت الولادة مثل الإصابات الولادية كالاختناق الولادي، وكثير من المخاطر ترتبط بالعمر الرحمي للمولود عند ولادته كأن يولد خديجاً أي أقل من ٣٧ أسبوعاً رحمياً ومخاطر الطفل الخديج متعددة ومنها قصور الوظائف الحيوية للأعضاء كالتنفس، والدورة الدموية، والدماغ والمناعة.
كما أكد الدكتور علي المدير أن البرنامج يعنى بكل المستشفيات التي يولد بها المواليد؛ قرابة ٢٠٥ مستشفيات في قطاع وزارة الصحة، وتتركز الخدمات بشكل أكبر في المستشفيات التي تحوي أقسام عنايات مركزة حديثي ولادة المستوى الثاني والثالث التي تصل إلى نحو ٧٥ مستشفى موزعة في مناطق المملكة العربية السعودية، ومع رؤية المملكة 2030 والتحول الصحي كان لزاماً أن يواكب البرنامج هذا التوجه. واليوم يقوم البرنامج بأدواره ضمن أدوار وزارة الصحة ويتعاون مع بقية القطاعات المقدمة للرعاية في المملكة العربية السعودية كقطاع الحكومة غير الوزارة والقطاع الخاص.
أخبار ذات صلة
واستطرد الدكتور المدير كلامه بقوله إن برامج الوقاية متعددة وتواكب أهداف التحول الصحي ومن أهمها الفحوصات المسحية الوطنية لمنع الإعاقة، وبرنامج اللقاحات المضادة للمواليد ذوي عوامل الخطورة العالية كالمواليد الخدّج للوقاية من الفايروس التنفسي المخلوي والفحص المسحي لشبكية العين للمواليد الخدج، وأوضح أن هذا البرنامج وقائي ويستهدف المواليد ذوي المخاطر العالية كالمواليد الخدّج والمواليد مرضى القلب والتنفس المزمن ومتلازمة داون والأمراض العصبية ويعنى بإعطاء لقاحات مضادة في موسم الشتاء ما بين شهري أكتوبر ومارس من كل سنة لحمايتهم بإذن الله من هذا الفايروس الذي يصيب العديد من المواليد وقد يؤدي إلى إعادة تنويمهم ودخولهم العنايات المركزة ومضاعفاته عديدة وقد يؤدي إلى الوفاة لا سمح الله.
واختتم الدكتور علي المدير حديثه بالتأكيد على أن خطط التحول الصحي تهتم بتحول القطاع الصحي بالصحة العامة بمكوناتها كافة، ويعمل لتسهيل الوصول للخدمات الصحية والرفع من جودتها، عبر تطوير وتحسين المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية وتعزيز التحول الرقمي الصحي، مع التركيز على الوقاية قبل العلاج، والحفاظ على صحة الإنسان داخل وخارج أسوار المستشفى، وتعزيز مستوى السلامة والجودة. ويشترك في البرنامج ٣٥ مستشفى على مستوى المملكة كمرحلة أولى مع ضمان التغطية التأمينية اللازمة، وهذا يعكس الدور الريادي للمملكة على مستوى الشرق الأوسط في حماية المجتمع من المخاطر الصحية.