“بدي روبوت يفجرني، مش طالع من الحارة”، بهذه الكلمات المؤثرة ودع الشاب الفلسطيني الكفيف أحمد طافش الدنيا قبل أن يعلَن استشهاده في حي الزيتون شرق مدينة غزة، بعد أن رفض النزوح وتمسك بالبقاء في منزله رغم اشتداد القصف الإسرائيلي.

وانتشر المقطع الذي وثق اللحظات الأخيرة لطافش كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر فيه وهو يردد بإصرار: “أنا بطلعش من الحارة.. أنا بطالب بروبوت.. بدي 12 طنا من المتفجرات.. يلي بيطلع من داره بقل مقداره.. حسبي الله ونعم الوكيل.. الحارة فاضية، الحارة فاضية، لمين سايبين الحارة؟”

وتحولت كلمات طافش، التي امتزجت بالتحدي والألم، إلى أيقونة على المنصات بعدما عبرت عن روح الصمود في وجه التهجير القسري والتمسك بالأرض حتى اللحظة الأخيرة.

واعتبر مغردون أن استشهاد الشاب الكفيف يجسد الثبات في وجه سياسة التهجير التي يحاول الاحتلال فرضها منذ أكثر من 22 شهرا بالقصف والنيران، مؤكدين أن فقدان بصره لم يكن عائقا أمام إصراره على البقاء في حيه.

ورأى مغردون آخرون أن كلمات طافش تمثل شهادة حية على جريمة ترتكب على الهواء مباشرة، وأن ما يجري في غزة لم يعد حربا بل إصرارا على الإبادة ومنع الإنقاذ.

وكتب أحد النشطاء: “أوقفوا مذبحة القرن.. أوقفوا مذبحة غزة”، وأضاف آخر: “للعلم أيها العالم.. نحن في قطاع غزة نعيش أهوال يوم القيامة”.

وأشار مدونون إلى أن جيش الاحتلال يستخدم منذ أسابيع مركبات وروبوتات مفخخة ضخمة في الأحياء السكنية، لا سيما في حي الزيتون وحي الشيخ رضوان، بهدف إخراج السكان قسرا وتهجيرهم من منازلهم، حيث استشهد عدد من المواطنين وبقي آخرون تحت الركام بعدما رفضوا النزوح.

وتحدث مغردون عن ليال مرعبة عاشتها مدينة غزة أخيرا على وقع انفجارات ضخمة وإطلاق نار كثيف سمع دويه في الأحياء الشرقية والشمالية منذ أسبوعين.

وتصاعدت في الأيام الأخيرة عمليات النسف والتدمير الممنهج التي ينفذها جيش الاحتلال في مدينة غزة، في إطار خطة تهدف إلى السيطرة على المدينة وتهجير سكانها.

وكانت الجزيرة قد بثت قبل أيام مشاهد توثق تصعيد الاحتلال في استخدام المركبات المفخخة لتفجير المباني السكنية، ويعود استخدام هذا السلاح إلى أبريل/نيسان ومايو/أيار من العام الماضي، حين بدأت إسرائيل بتوسيع رقعة عمليات النسف ضمن إستراتيجية تهدف إلى تسطيح الأرض وتدمير أكبر مساحة ممكنة من أحياء غزة.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية لوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد.

وخلفت الإبادة أكثر من 63 ألف شهيد و160 ألف مصاب، وفقا لأحدث الإحصاءات.

شاركها.
Exit mobile version